40556 - قال أبو عمر : في هذا الحديث من معاني السلام أن القادم على القوم ، والآتي إليهم ، يبدؤهم بالسلام ، يسلم عليهم ، كما يصنع المار والماشي على القاعد ، والراكب على الماشي ، ألا ترى إلى قوله : " فلما وقفا على مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، سلما ولم يقل : رد السلام - في الحديث - اكتفاء بمعرفة الناس بذلك .
40558 - ومعنى استحياء الله من عبده المطيع ، مجازاته عن جميل فعله برحمته له ، وعفوه عنه ، وغير ذلك وإيوائه لمن أوى الله ، وإعراضه عن من أعرض عنه ، فلم يوجب له حسنة ، ولا محا عنه سيئة ، فلا يعرض عن مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - وحلقته من غير عذر إلا من في قلبه مرض ونفاق .
40559 - وقد ذكرت ذلك كله مبسوطا في " التمهيد " ، والحمد لله كثيرا .