41345 - قال أبو عمر : هكذا قال يحيى في هذا الحديث ، عن مالك : " لا تخبرنا " على لفظ النهي ثلاث مرات ، فأعاد الكلام أربع مرات ، وتابعه ابن القاسم ، وطائفة من رواة " الموطأ " على قوله : لا تخبرنا على النهي ، إلا أن إعادة الكلام عند ابن القاسم ثلاث مرات .
41346 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي فيه : ألا تخبرنا ، على لفظ العرض والإغراء والحث ، [ ص: 332 ] وأعاد الكلام ثلاث مرات ، وكلهم قال فيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=956379ما بين لحييه وما بين رجليه ، ثلاث مرات ، ما أظن تكرير الكلام في رواية من رواه على لفظ النهي إلا حرصا من القائل أن يستخرج ذلك المبهم الذي أشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=956380من وقاه الله شر اثنين " ، ولم يذكرهما ، ولو شاء لقال : من وقاه الله شر لسانه ، وفرجه ، ولكنه لما أبهم ذلك ، وأجمله أراد القائل بقوله : لا تخبرنا ، بأيهما ، فقلنا نذكرهما أو نعلمهما بعضنا ، أو نحو هذا ، والله أعلم .
41347 - وأما من رواه : ألا تخبرنا يا رسول الله فيدل أيضا على أنه لم يرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إخبارهم بها ، ليعلم كيف فهمهم لها ، وهو معنى متقارب ، وإن اختلف اللفظ فيه .
41348 - وليس عند ابن بكير هذا الحديث في شيء من " الموطأ " ولا عنده من الأربعة الأبواب إلا باب واحد ; ترجمته : باب ما يكره من الكلام ، أورد فيه الأحاديث المذكورة في هذه الأبواب الأربعة إلا هذا الحديث ، فإنه ليس عنده ، ولم يختلف على مالك في إرسال هذا الحديث .
41349 - وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - معناه من وجوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد ، ومن حديث أبي موسى ، ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ومن حديث جابر ، رواه معقل [ ص: 333 ] بن عبيد الله ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار ، عن جابر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=956381من ضمن لي ما بين لحييه ، وما بين رجليه ، ضمنت له الجنة " .
41354 - ومن الفم ما يتولد من اللسان ، وهو كلمة الكفر ، وقذف المحصنات ، [ ص: 334 ] وأخذ أعراض المسلمين ، ومن الفم أيضا شرب الخمر ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ظلما .
41355 - ومن الفرج الزنا ، واللواط ، ومن اتقى ما يأتي من اللسان والفرج ، فأحرى أن يتقي القتل ، والله أعلم .
41356 - والكبائر كثيرة إلا أن الذي يعتمد عليه فيها ما جاء منصوصا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو المبين عن الله - تعالى - مراده من قوله - تعالى - ذكره : إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه [ النساء : 31 ] .
41368 - وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب الأنصاري ، وحديث عبد الله بن أنس ، فيها كلها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " nindex.php?page=hadith&LINKID=956391الفرار من الزحف " .
41374 - ومنهم من يرفع حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في الإضرار بالوصية إلى [ ص: 338 ] النبي - صلى الله عليه وسلم - .
41375 - وقد ذكرت أسانيد هذه الأحاديث كلها في " التمهيد " ، والحمد لله .
41376 - وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من مرسل الحسن وغيره ، " إن أكبر الكبائر أن تقاتل أهل صفقتك وتبدد سنتك ، وتفارق أمتك " ، فسره أبو عبيد ; بأن قال : يعاهده ثم يغدره ، فيقتله أو يقاتله ، أو يرجع أعرابيا بعد هجرته ، أو يلحق بالمشركين .
41377 - وتجتمع من هذه الأحاديث كلها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعن كتاب الله - تعالى - عدد الكبائر ; سبع عشرة كبيرة ، وذلك أتم وأعم من حديث هذا الباب ، فيما بين لحييه ، ورجليه ، لقول الله - عز وجل - : إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما [ النساء : 31 ] والمدخل الكريم الجنة .