6590 - فمن ذهب إلى هذا تأول في قوله : يصلي أربعا ثم أربعا أي حسنهن وطولهن ورتل القرآن فيهن ، وكذلك أيضا فعل في الأربع بعدهن حسنهن وطولهن ، ثم الثلاث بعدهن لم يبلغ فيهن من الطول ذلك المبلغ لكنه سلم في كل ركعتين من صلاته تلك كلها .
6591 - فهذا معنى أربعا ثم أربعا ثم ثلاثا عند هؤلاء .
6593 - واختصار اختلافهم في صلاة التطوع بالليل أن مالكا ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى ، وأبا يوسف ، ومحمدا قالوا في صلاة الليل : مثنى مثنى ، والحجة لهم ما قدمنا من تسليم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاته بالليل من كل ركعتين ، وقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=952603 " صلاة الليل مثنى مثنى " .
6594 - وذلك يقتضي الجلوس والتسليم في كل ركعتين .
6595 - وقال أبو حنيفة في صلاة الليل : إن شئت ركعتين ، وإن شئت أربعا ، وإن شئت ستا وثمانيا لا تسليم إلا في آخرهن .
6596 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري والحسن بن حيي : صل بالليل ما شئت بعد أن تقعد في كل ركعتين وتسلم في آخرهن .
6597 - وحجة هؤلاء ظواهر الأحاديث عن عائشة .
6598 - منها : حديثها هذا أربعا ، ثم أربعا ، ثم ثلاثا .
6599 - ومنها : ما رواه الأسود ، عن عائشة أنها قالت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي من الليل تسع ركعات ، فلما أسن صلى سبع ركعات .
6603 - قال أبو عمر : أما حديث nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة هذا فقد أنكره مالك ، وقال : مذ صار هشام بالعراق أتانا عنه ما لم نعرف منه .
6605 - وقد ذكرنا من روى عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب هذا الحديث كما وصفنا من ثقات أصحابه .
6606 - قال أبو عمر في معنى قوله أيضا في حديث هذا الباب أربعا ثم أربعا ثم ثلاثا وجه رابع ، وهو أنه كان ينام بعد الأربع ثم ينام بعد [ ص: 240 ] الأربع ، ثم يقوم فيوتر بثلاث .
6609 - رواه nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد وغيره عن nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة .
6610 - وأما قولها : أتنام قبل أن توتر يا رسول الله ؟ فقيل : إن عائشة لم تعرف النوم قبل الوتر ; لأن أباها أبا بكر - رضي الله عنه - كان لا ينام حتى يوتر ، وكان يوتر أول الليل .
6611 - وهذا عنه محفوظ معلوم قد ذكرنا الخبر به في موضعه .
6612 - فلذلك - والله أعلم - قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتنام قبل أن توتر ؟ لأنها رأت أباها لا يفعل ذلك وكانت صبية فيها يقظة .
6615 - ولهذا - والله أعلم - قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : رؤيا الأنبياء وحي ; لأن الأنبياء يفارقون سائر البشر في نوم القلب ويساووهم في نوم العين ، ولو تسلط [ ص: 241 ] النوم على قلوبهم كما يصنع بغيرهم لم تكن رؤياهم إلا كرؤيا من سواهم ، وقد خصهم الله من فضله بما شاء أن يخصهم به .
6616 - ومن هذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينام حتى ينفخ ثم يصلي ولا يتوضأ ; لأن الوضوء من النوم إنما يجب لغلبة النوم على القلب لا على العين .
6617 - فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يساوي أمته في الوضوء من الحدث ولا يساويهم في الوضوء من النوم ، كما لم يساويهم في وصال الصوم وغيره مما جرت عادتهم به .
6618 - فإن قيل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ من النوم ، قيل : كان يتوضأ لكل صلاة وما جاء عنه قط أنه قال : وضوئي هذا من النوم ، وليس ببعيد أن يتوضأ إذا خامر النوم قلبه ، وذلك نادر ، كنومه في سفره عن صلاة الصبح ليسن لأمته أن الصلاة لا يسقطها خروج الوقت ، وإن كان مغلوبا بنوم أو نسيان ، وهذا واضح والله المستعان .