8678 - ومن هذا المعنى قيل : وانتظار الصلاة رباط ; لأن المرابط يحبس نفسه عن المكاسب والتصرف إرصادا للعدو وملازمة للموضع الذي يخشى فيه طريق العدو .
8679 - وللصلاة في كلام العرب وجوه .
8680 - قال nindex.php?page=showalam&ids=12590أبو بكر بن الأنباري : الصلاة تنقسم في لسان العرب على ثلاثة أقسام : تكون الصلاة المعروفة التي فيها الركوع والسجود كما قال تعالى : " فصل لربك وانحر " [ الكوثر : 2 ]
[ ص: 211 ] 8681 - قال أبو عمر : أنشد nindex.php?page=showalam&ids=17213نفطويه في هذا المعنى قول الأعشى : [ ص: 212 ]
يراوح من صلوات الملي ك طورا سجودا وطورا جؤارا
.
8682 - والجؤار هاهنا الرجوع إلى القيام والقعود ، ومن هذا قولهم للبكرة تدور على الحور .
8683 - قال nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : وتكون الصلاة الترحم من الله تعالى .
[ ص: 215 ] 8691 - وأما قوله - عز وجل - " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " [ الإسراء : 110 ] فقيل : والصلاة هاهنا الدعاء ، وقيل غير ذلك مما نزلت بسببه الآية على ما قد أوردناه في التمهيد ، ويأتي في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله .
8692 - ومن معنى قوله : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه ، ما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب إذ عوتب على تخلفه عن الجنائز فقال : قعودي في المسجد أنتظر الصلاة أحب إلي ; لأن الملائكة تصلي علي : اللهم اغفر nindex.php?page=showalam&ids=15990لسعيد بن المسيب .
8693 - وقد ذكرنا في التمهيد خبر سعيد هذا بتمامه ، وذكرنا قول من خالفه في مذهبه هذا ورأى شهود الجنائز أفضل ; لأنه فرض على الكفاية ، والفرض على الكفاية أفضل من التطوع والنافلة .
8695 - وقول مالك هذا أولى من قول من قال : إن الحدث هاهنا الكلام القبيح .
8696 - وهذا قول ضعيف أن من تكلم بما لا يصلح من القول لا يخرجه ذلك من أن يكون منتظرا للصلاة ويرجى له أن يدخل في دعاء الملائكة له بالمغفرة والرحمة ; لأنه منتظر للصلاة في حال يجوز له بها الصلاة إذا كان عقده ونيته انتظار الصلاة بعد الصلاة .
8697 - ويشهد لهذا التأويل حديث مالك في هذا الباب أيضا .