415 388 - مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن عطاء بن يزيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=5414عبيد الله بن عدي بن الخيار ، أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=952848بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس بين ظهراني أصحابه ، إذ جاءه رجل فساره ، فلم يدر ما ساره به حتى جهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو يستأذن في قتل رجل من المنافقين ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين جهر : " أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟ فقال الرجل : بلى ولا شهادة له . قال : أليس يصلي ؟ قال : بلى ولا صلاة له ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أولئك الذين نهاني الله عنهم " .
9238 - قد ذكرنا في التمهيد من وصله من أصحاب مالك وأسنده ، ومن أسنده أيضا من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، واختلافهم فيه عليه ، وذكرنا طرقه واختلاف ألفاظ ناقليه ، كل ذلك في التمهيد ، والحمد لله .
9242 - وفيه : أن من أظهر الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حقنت دمه وحرمته ، إلا أن يأتي بما يوجب إراقته لما فرض الله عليه من الحق المبيح لقتل النفس المحرم قتلها .
9247 - وفي قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=952850أولئك الذين نهاني الله عنهم " رد لقول القائل له : بلى ولا صلاة ، بلى ولا شهادة له ; لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أثبت له الشهادة والصلاة ، ثم أخبر أن الله - عز وجل - نهاه عن قتل من هذه صفته ، وأنه لا يكلف أكثر من أن يقر ظاهرا ويصلي ظاهرا ، وحسابه على الله ، فإن كان ذلك صادقا من قلبه يبتغي به وجه الله دخل الجنة ، ومن خادع بها فهو منافق في الدرك الأسفل من النار ، ولا يجوز قتله مع إظهاره الشهادة ، ويأتي القول في أحكام الزنديق بما للعلماء في ذلك بعد إن شاء الله .
9248 - والرجل الذي سار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث هو عتبان بن مالك . والرجل الذي جرى فيه هذا القول هو مالك بن الدخشم .
9249 - وقد أوضحنا ذلك أيضا بالآثار المتواترة في التمهيد ، وفي بعضها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لبعض من قال فيه أنه منافق لا يحب الله ورسوله وما نرى مودته ونصيحته إلا للمنافقين : لا تقل ذلك ; فقد قال : لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله .
[ ص: 335 ] 9251 - فقال مالك وأصحابه : يقتل الزنادقة ولا يستتابون .
9252 - وسئل مالك عن الزندقة فقال : ما كان عليه المنافقون في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إظهار الإيمان وكتمان الكفر هو الزندقة عندنا اليوم .
9253 - قيل لمالك : فلم يقتل الزنديق ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقتل المنافقين [ ص: 336 ] وقد عرفهم ؟
9254 - فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو قتلهم لعلمه فيهم وهم يظهرون الإيمان لكان ذلك ذريعة إلى أن يقول الناس : قتلهم للضغائن والعداوة أو لما شاء الله غير ذلك ، فيمتنع الناس من الدخول في الإسلام .
[ ص: 337 ] 9259 - والحجة له أن الزنديق مظهر لدين الإسلام ، والشهادة عليه أنه يسر الكفر لا توجب القطع على علم ما شهد به الشهود ، والأصل أن مال كل ميت أو مقتول لورثته إلا أن يصح أنهم على دين سوى دينه ، وراعى في ذلك الاختلاف في استتابته .
9260 - ومعلوم أنه لو استتيب لثبت على قوله أنه مسلم ، فلهذا كله لم ير نقل المال عن ورثته .
9261 - وأما ابن نافع فجعل ميراثه فيئا لجماعة المسلمين ، وكلاهما يروي ذلك عن مالك .
9262 - ووجه رواية ابن نافع أنه لم يقتل حدا ولا لمحاربته ، وإنما قتل للكفر ، والدم أعظم حرمة من المال ، والمال تبع له يفيض على أصله ، وبالله التوفيق .
9263 - واختلف قول أبي حنيفة ، وأبي يوسف في الزنديق ، فقالا مرة : يستتاب ، ومرة : لا يستتاب ويقتل دون استتابة .
9264 - وقد روى أبو يوسف عن أبي حنيفة : اقتلوا الزنديق ; فإن توبته لا تعرف ، وقاله أبو يوسف .
9265 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : يستتاب الزنديق كما يستتاب المرتد ظاهرا ، فإن لم يتب قتل .
9266 - قال : ولو شهد شاهدان على رجل بالردة فأنكر قتل ، فإن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله وتبرأ من كل دين خالف الإسلام لم يكشف عن غيره .
9271 - وقال الأثرم : قلت nindex.php?page=showalam&ids=12251لأحمد بن حنبل : يستتاب الزنديق .
9272 - قال : ما أدري .
9273 - قلت : إن أهل المدينة يقولون : يقتل ولا يستتاب .
9274 - فقال : نعم ، يقولون ذلك ، ثم قال : من أي شيء يستتاب وهو لا يظهر الكفر ، هو يظهر الإيمان .
9275 - وقد أفردت لحكم المنافقين في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحكامهم في مناكحتهم لبنات المسلمين الصالحين المؤمنين كتابا ، أتيت فيه على معاني المنافقين ، وكيف أقرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مناكحة بنات المؤمنين ، وكيف الحكم فيهم عند السلف والخلف بما فيه الشفاء من هذا المعنى ، والحمد لله .