[ ص: 88 ] [ ص: 89 ] ( 1 ) باب العمل في صلاة الكسوف
418 - ذكر فيه مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، nindex.php?page=hadith&LINKID=952923عن عائشة - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت : خسفت الشمس في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس فقام فأطال القيام ، ثم ركع فأطال الركوع ، ثم قام فأطال القيام - وهو دون القيام الأول - ثم ركع فأطال الركوع - وهو دون الركوع الأول - ثم رفع فسجد ثم فعل في الركعة الآخرة مثل ذلك . ثم انصرف وقد تجلت الشمس . فخطب الناس فحمد الله ، وأثنى عليه ثم قال : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته [ ص: 90 ] فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله . وكبروا ، وتصدقوا " ثم قال : " يا أمة محمد ! والله ! ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته . يا أمة محمد ! والله . لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا " .
419 - وكذلك حديثه عن nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار ، عن [ ص: 91 ] nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=952924خسفت الشمس فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس معه . فقام قياما طويلا نحوا من سورة البقرة . قال : ثم ركع ركوعا طويلا . ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول . ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد ، ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول . ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول . ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول . ثم سجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس . فقال : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله " قالوا : يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ، ثم رأيناك تكعكعت ، فقال : " إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودا . ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا . ورأيت النار ، فلم أر كاليوم منظرا قط أفظع ، ورأيت أكثر أهلها النساء " قالوا : لم يا رسول الله ؟ قال : " لكفرهن ، قيل : أيكفرن بالله ؟ ! قال : " ويكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان . لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ، ثم رأت [ ص: 92 ] منك شيئا ، قالت : ما رأيت منك خيرا قط " .
ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول . ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول . ثم رفع فسجد . ثم قام قياما طويلا وهو دون [ ص: 93 ] القيام الأول . ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول . ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول . ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول . ثم رفع . ثم سجد ثم انصرف فقال ما شاء الله أن يقول . ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر .
9764 - وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب ، عن عمرة ، عن عائشة .
9765 - وهذه الأحاديث من أصح ما يروى في صلاة الكسوف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإن كانت الآثار في صلاة الكسوف عنه كثيرة مختلفة ، وقد ذكرنا كثيرا منها في " التمهيد " .
9766 - فأما أحاديث مالك في هذا الباب فعلى ما ذكرنا تضمنت ركعتين في كل ركعة ركوعان .
[ ص: 94 ] 9767 - وبذلك يقول مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وأصحابهما وجمهور أهل الحجاز .
9768 - وبه قال الليث بن سعد nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور .
[ ص: 95 ] 9769 - وقوله في الحديث وهو دون القيام الأول في القيام الثاني من الركعة [ ص: 96 ] الأولى فليس فيه ما يحتاج إلى تفسير ، وكذلك الركوع الثاني في الركعة الأولى دون الركوع الأول فيها ، ليس في ذلك ما يحتمل تأويلا .
9770 - وأما قوله في قيام الركعة الثانية وهو دون القيام الأول فيحتمل أن يكون أراد دون الأول في الركعة الأولى ، فتكون الركعة الأولى قيامها وحده أطول من قيام سائر الصلوات ، وكذلك ركوعها الأول يحتمل أن يكون دون الأول فيها وكذلك ركوعها الثاني دون الركوع الأول فيها ، وأي ذلك كان فلا حرج فيه إن شاء الله .
9771 - وقد زدنا هذا المعنى بيانا في " التمهيد " .
9772 - وفيما ذكرنا بعد في القراءة عن مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ما يبين مذهبهما في ذلك .
9773 - وقال مالك : لم أسمع أن السجود يطول في صلاة الكسوف . وهو مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
9774 - ورأت فرقة من أهل الحديث تطويل السجود ورواية عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر .
9775 - وقال الكوفيون ، منهم أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=14117والحسن بن حي : صلاة الكسوف كهيئة صلاتنا ركعتان نحو صلاة الصبح ، ثم الدعاء حتى ينجلي .
9776 - وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي .
9778 - وروى محمد قول الكوفيين في صلاة الكسوف عن [ ص: 97 ] النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي بكرة ، nindex.php?page=showalam&ids=24وسمرة بن جندب ، [ ص: 98 ] nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=114والنعمان بن بشير ، وقبيصة [ ص: 99 ] الهلالي ، nindex.php?page=showalam&ids=77وعبد الرحمن بن سمرة .
9778 - وقد ذكرنا بعضها في " التمهيد " وهي آثار مشهورة صحاح إلا أن المصير إلى زيادة من حفظ أولى .
9779 - فإن قيل : إنه قد روي في صلاة الكسوف عشر ركعات في ركعة ، وثماني ركعات في ركعة ، وست ركعات في ركعة ، وأربع ركعات في ركعة ، فهلا صرت إلى زيادة من زاد في ذلك ؟ [ ص: 100 ] قيل له : تلك آثار معلولة ضعيفة قد ذكرنا عللها في " التمهيد " .
9784 - وإنما يصير كل عالم إلى ما روى عن شيوخه ورأى عليه أهل بلده . وقد يجوز أن يكون ذلك اختلافا بإباحة وتوسعة فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة الكسوف مرارا ، فحكى كل ما رأى ، كل صادق قد جعلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كالنجوم فكلهم في النقل من اقتدى به اهتدى .
9783 - وقد تكلمنا على معنى هذا الحديث في كتاب " بيان العلم " بما فيه بيان إن شاء الله .
9786 - وأما ظن من ظن من الكوفيين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ركوعه ركوعين في ركعة إلا لرفعه رأسه إلى السماء ليعلم هل تجلت الشمس أم لا ، فليس ذلك بشيء ; لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يصل صلاة الكسوف في صحراء قط فيما علمت [ ص: 101 ] وإنما صلاها في المسجد . وذلك معلوم منصوص عليه في الآثار الصحاح .
9786 - وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة قال : حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14117حسن بن صالح ، عن عيسى بن أبي عروة قال : كسفت الشمس أو القمر فقال nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : عليكم بالمسجد فإنه من السنة .
9788 - وأجمع العلماء على أن صلاة الكسوف ليس فيها أذان ولا إقامة ، إلا أن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي قال : لو نادى مناد لصلاة ; ليخرج الناس إلى المسجد ، لم يكن بذلك بأس .
9789 - واختلفوا في القراءة في صلاة الكسوف ، فقال مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وأبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث بن سعد : القراءة فيها سرا .
9790 - وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في هذا الباب قوله نحو من سورة البقرة ، دليل على أن القراءة كانت سرا .
9793 - وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال في صلاة الكسوف : كنت جنب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما سمعت منه حرفا .
9794 - وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : صلاة النهار عجماء .
9795 - وقد روي عن علي - رضي الله عنه - أنهم حزروا قراءته بالروم ويس أو العنكبوت .
9796 - والذي استحب مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي أن يقرأ في الأولى بالبقرة وفي الثانية بآل عمران وفي الثالثة بقدر مائة وخمسين آية من البقرة ، وفي الرابعة بقدر خمسين آية من البقرة ، وفي كل واحدة أم القرآن .
9797 - وقال أبو يوسف ومحمد بن الحسن يجهر بالقراءة في صلاة الكسوف .
9798 - ورووا عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب أنه جهر .
9799 - ذكره nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع قال : حدثنا سفيان ، عن الشيباني ، عن الحكم ، عن حنش الكناني : أن عليا جهر بالقراءة في الكسوف .
9801 - قال nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : وحدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ، عن الماجشون ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=11795أبان بن عثمان قرأ في الكسوف " سأل سائل " [ المعارج : 1 ] .
9802 - قال أبو بكر : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15770حميد بن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14117حسن بن صالح ، عن عبد الله بن عيسى قال : صلى بنا nindex.php?page=showalam&ids=16330عبد الرحمن بن أبي ليلى حين انكسف القمر مثل صلاتنا هذه في رمضان فقرأ في أول ركعة ب " يس " .
9803 - ورووا عن nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم ، nindex.php?page=showalam&ids=48والبراء بن عازب ، nindex.php?page=showalam&ids=16474وعبد الله بن يزيد الخطمي أنهم جهروا بالقراءة في الكسوف .
9805 - nindex.php?page=showalam&ids=16006وسفيان بن حسين ليس بالقوي .
9806 - وقد تابعه على ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عبد الرحمن بن نمر ، nindex.php?page=showalam&ids=16046وسليمان بن كثير . وكلهم لين الحديث في nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري .
[ ص: 104 ] 9807 - وقد تقدم حديث nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، وعبد الله بن أبي سلمة ، عن عروة ، عن عائشة بما يعارض حديث nindex.php?page=showalam&ids=16006سفيان بن حسين ومن تابعه ويدفعه .
9809 - قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : إن شاء جهر في صلاة الكسوف ، وإن شاء أسر ، وإن شاء قرأ في كل ركعة مرتين وركع فيها ركوعين ، وإن شاء أربع قراءات وركع أربع ركعات وإن شاء ثلاث ركعات في كل ركعة ، وإن شاء ركعتين كصلاة النافلة .
9813 - وروى ابن القاسم عنه قال : لا أرى أن تصلى الكسوف بعد الزوال وإنما سنتها أن تصلى ضحى إلى الزوال .
9814 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد : تصلى الكسوف نصف النهار لأن نصف النهار لا يكاد يثبت لسرعة الشمس .
9815 - قال الليث : حججت سنة ثلاث عشرة ومائة ، وعلى الموسم سليمان بن هشام وبمكة nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح ، nindex.php?page=showalam&ids=12531وابن أبي مليكة ، nindex.php?page=showalam&ids=13283وابن شهاب ، وعكرمة بن خالد ، nindex.php?page=showalam&ids=16709وعمرو بن شعيب ، وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=12349وأيوب بن موسى ، وإسماعيل بن أمية ، فكسفت الشمس بعد العصر فقاموا قياما يدعون الله في المسجد فقلت لأيوب بن [ ص: 106 ] موسى : ما لهم لا يصلون فقد صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكسوف ؟ فقال : النهي جاء في الصلاة بعد العصر فلذلك لا يصلون ، والنهي يقطع الأمر .
9816 - وقال أبو حنيفة وأصحابه nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري : لا تصلى صلاة الكسوف في الأوقات المنهي عنها .
9818 - وحجتهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم ينه عن الصلاة بعد العصر والصبح إلا عن النافلة المبتدأة لا عن المكتوبات ، ولا عن الصلوات المسنونات .
9819 - وقد تقدم هذا المعنى واضحا في باب الأوقات .
9820 - وقال إسحاق : تصلى صلاة الكسوف في كل وقت إلا في حين طلوع الشمس وغروبها .
9828 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، و أصحابه ، وأحمد ، وإسحاق ، nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور ، وداود ، nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري ، وسائر أهل الحديث في كسوف القمر كهي في كسوف الشمس سواء .
9832 - وقد عرفنا كيف الصلاة عند إحداهما فكان دليلا على الصلاة عند الأخرى .
9833 - قال أبو عمر : روي عن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس أنهما صليا في خسوف القمر جماعة ركعتين في كل ركعة ركوعان مثل قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
9837 - وقال مالك ، وأبو حنيفة ، وأصحابهما : لا خطبة في كسوف الشمس .
9838 - واحتج بعضهم في ذلك بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما خطب الناس لأنهم قالوا : إن الشمس كسفت لموت إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلذلك خطبهم يعرفهم أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته .
9839 - وكان مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : لا يريان الصلاة عند الزلزلة ولا عند الظلمة والريح الشديدة .
9840 - ورآها جماعة من أهل العلم منهم : أحمد ، وإسحاق ، nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور .
9841 - وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه صلى في الزلزلة .
[ ص: 110 ] 9842 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : إذا سمعتم هادا من السماء فافزعوا إلى الصلاة .
9843 - وقال أبو حنيفة : من فعل فقد أحسن ، ومن لا فلا حرج .
9844 - قال أبو عمر : لم يأت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه صحيح أن الزلزلة كانت في عصره ولا صحت عنه فيها سنة ، وقد كانت أول ما كانت في الإسلام على عهد عمر فأنكرها ، وقال : أحدثتم والله لئن عادت لأخرجن من بين أظهركم .
9845 - رواه nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن صفية ، قالت : زلزلت المدينة على عهد عمر حتى اصطكت السور . فقام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما أسرع ما أحدثتم والله لئن عادت لأخرجن من بين أظهركم .
9846 - وروى nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : زلزلت الأرض بالبصرة ، فقال : nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والله ما أدري أزلزلت الأرض أم بي أرض ، فقام بالناس فصلى مثل صلاة الكسوف .
[ ص: 111 ] 9847 - وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث مالك : رأيناك تكعكعت ، فمعناه عند أهل اللغة : احتبست وتأخرت .
9848 - وقال الفقهاء : معناه تقهقرت .
9849 - والمعنى واحد متقارب .
9850 - وقال متمم بن نويرة : .
ولكنني أمضي على ذاك مقدما إذا بعض من لاقى الرجال تكعكعا
9855 - فقال مجاهد : فرجت له السماوات فنظر إلى ما فيهن حتى انتهى بصره إلى العرش ، وفرجت له الأرضون السبع فنظر إلى ما فيهن .
9856 - ذكره حجاج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : أخبرني القاسم بن أبي بزة ، عن مجاهد .
9857 - وذكر معمر عن قتادة ، قال : ملكوت السماوات الشمس ، والقمر ، والنجوم ، وملكوت الأرض الجبال ، والشجر ، والبحار .
9858 - والظاهر في حديث مالك في هذا الباب أنه رأى الجنة والنار رؤية عين ، والله أعلم ، وتناول من الجنة عنقودا على حسب ما جاء في الحديث . ويؤيد ذلك قوله : فلم أر كاليوم منظرا قط ، وحق النظر إذا أطلقوا الرؤية إلا أن يتعدى بهما رؤية العين إلا بدليل لا يحتمل تأويلا .
9866 - فهكذا رواية يحيى : ويكفرن العشير بالواو ، والمحفوظ فيه عن مالك من رواية ابن القاسم ، nindex.php?page=showalam&ids=15020والقعنبي ، وابن وهب ، وعامة رواة " الموطأ " ، قال : يكفرن العشير بغير واو ، وهو الصحيح في الرواية ، والظاهر من المعنى .
9867 - وأما رواية يحيى فالوجه فيها - والله أعلم - أن يكون السائل لما قال : أيكفرن بالله ، لم يجبه على قوله ذلك جوابا مكشوفا لإحاطة العلم أن من النساء من يكفرن بالله كما من الرجال من يكفر بالله ، فكأنه قال : ومع إيمانهن بالله [ ص: 114 ] يكفرن العشير والإحسان ، ولم يجاوبه عن كفرهن بالله لأنه قصد إلى غير ذلك .
فتلك التي لم يشكها في خليقة عشير وهل يشكو الكريم عشير
.
9875 - وقال آخر : [ ص: 115 ]
سلا هل قلاني من عشير صحبته وهل ذم رحلي في الرفاق دخيل
9876 - وقد ذكرنا في " التمهيد " من طرق قوله : " لا ينظر الله - عز وجل - إلى امرأة لا تعرف حق زوجها ولا شكره وهي لا تستغني عنه " .
9877 - والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .
9878 - وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد ، عن عمرة ، عن عائشة عائذا بالله من عذاب القبر فكثيرا ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ من عذاب الله ومن فتنة القبر ، وأهل السنة والجماعة مصدقون بفتنة القبر وعذاب القبر لتوافر الأخبار بذلك عن النبي ، صلى الله عليه وسلم .
9879 - وقد أثبتنا منها في " التمهيد " بما فيه شفاء ، والحمد لله .
9880 - وأما قوله : خسفت الشمس ، فالخسوف عند أهل اللغة ذهاب لونها .
9881 - وأما الكسوف فتغير لونها .
9882 - قالوا : يقال بئر خسيف ، إذا ذهب ماؤها ، وفلان كاسف اللون أي متغير اللون إلى الصفرة .