10133 - قال أبو عمر : أكثر الرواة رووا : " فاستقبلوها على لفظ [ ص: 188 ] الخبر وقد رواها بعضهم على لفظ الأمر .
10134 - ومن روى هذا الحديث عن مالك ، عن نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر فقد أخطأ فيه ; وإنما هو لمالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16430عبد الله بن دينار في جميع الموطآت وجماعة الرواة عنه .
10135 - وفيه دليل على قبول خبر الواحد والعمل به ، وإيجاب الحكم بما صح منه ; لأن الصحابة - رضي الله عنهم - قد استعملوا خبره ، وقضوا به ، وتركوا قبلة كانوا عليها لخبر الواحد العدل ، ولم ينكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك عليهم .
[ ص: 189 ] [ ص: 190 ] [ ص: 191 ] [ ص: 192 ] [ ص: 193 ] [ ص: 194 ] [ ص: 195 ] [ ص: 196 ] [ ص: 197 ] [ ص: 198 ] [ ص: 199 ] [ ص: 200 ] [ ص: 201 ] 10136 - وحسبك بمثل هذا سنة وعملا من خير القرون وفي حياة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .
10137 - والمخبر الذي أخبر خير القرون أهل قباء هو nindex.php?page=showalam&ids=4582عباد بن بشر الأنصاري .
10140 - وقال عكرمة ، وجماعة في قوله تعالى : " فلا أقسم بمواقع النجوم " [ الآية الكريمة 75 من سورة الواقعة ] قالوا : القرآن نزل جملة واحدة فوضع بمواقع النجوم ، فجعل جبريل ينزل بالآية والآيتين .
10141 - وقد زدنا هذا المعنى بيانا في " التمهيد " .
[ ص: 203 ] 10145 - وفيه : أن الصلاة كانت إلى غير الكعبة ، ولا خلاف بين علماء الأمة أنها كانت إلى بيت المقدس ، وكذلك في الآثار عن علماء السلف أشهر وأعرف من أن يحتاج إلى إيراده هنا .
10147 - وفي ذلك دليل على أن في أحكام الله - تعالى - ناسخا ومنسوخا ، وهو ما لا اختلاف فيه بين العلماء الذين هم الحجة على من خالفهم .
[ ص: 205 ] [ ص: 206 ] [ ص: 207 ] [ ص: 208 ] 10149 - وقد أوردنا من الآثار في " التمهيد " ما فيه كفاية في معنى هذه الآية .
[ ص: 209 ] [ ص: 210 ] 10150 - وقد أجمع العلماء على أن أول ما نسخ من القرآن شأن القبلة ، وأجمعوا على أن ذلك كان بالمدينة ، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما صرف عن الصلاة إلى [ ص: 211 ] بيت المقدس وأمر بالصلاة إلى الكعبة بالمدينة .
10152 - فقالت طائفة : كانت صلاته إلى بيت المقدس من حين فرضت الصلاة عليه بمكة إلى أن قدم المدينة ، ثم بالمدينة ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا على حسب اختلاف الرواية في ذلك .
10153 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن قاسم ، قال : حدثنا وجيه بن الحسن ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15551بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17310يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن مجاهد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي نحو بيت المقدس وهو بمكة والكعبة بين يديه ، وبعد ما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرا ، ثم صرف إلى الكعبة .
10154 - وقال آخرون : إنما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول ما افترضت الصلاة عليه إلى الكعبة طول مقامه بمكة ، ثم لما قدم المدينة صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا . وقيل : سبعة عشر شهرا . وقيل : ثمانية عشر شهرا ، ثم صرفه الله تعالى إلى الكعبة .
10155 - ذكر nindex.php?page=showalam&ids=16061سنيد ، عن حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : صلى أول ما صلى إلى الكعبة ، ثم صرف عنها إلى بيت المقدس ; فصلت الأنصار نحو بيت المقدس قبل موته - صلى الله عليه وسلم - ثلاث حجج ، وصلى بعد قدومه ستة عشر شهرا ، ثم وجهه الله تعالى إلى الكعبة البيت الحرام .
[ ص: 212 ] 10156 - وذكر nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب ، قال : لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان يحب أن يحول إلى الكعبة ; فأنزل الله تعالى : " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها " [ الآية 144 من سورة البقرة ] فوجه نحو الكعبة وكان يحب ذلك .
10157 - قال أبو عمر : ظاهر هذا الحديث يدل على أنه لما قدم المدينة صلى إلى بيت المقدس لا قبل ذلك ، والله أعلم .
10158 - وكذلك حديث علي بن أبي طلحة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : كان [ ص: 213 ] أول ما نسخ الله - تعالى - من القرآن القبلة ، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر إلى المدينة ، وكان أكثر أهلها اليهود أمره الله - تعالى - أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود ، فاستقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعة عشر شهرا .
10159 - وذلك كما حدثناه nindex.php?page=showalam&ids=16002سعيد بن نصر ، وأحمد بن قاسم ، nindex.php?page=showalam&ids=16502وعبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : أول ما نسخ الله تعالى من القرآن القبلة ، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود ; فاستقبلها رسول الله بضعة عشر شهرا ، وكان يحب قبلة إبراهيم ، وكان يدعو الله فينظر إليها ، فأنزل الله تعالى : " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام " [ الآية الكريمة 144 من سورة البقرة ] فارتاب من ذلك اليهود وقالوا : " ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها " [ الآية الكريمة 142 من سورة البقرة ] فأنزل الله ، عز وجل : " قل لله المشرق والمغرب " [ الآية الكريمة 142 من سورة البقرة ] وقال : " فأينما تولوا فثم وجه الله " [ الآية الكريمة 115 من سورة البقرة ] وقال الله تعالى : " وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه " [ الآية الكريمة 143 من سورة [ ص: 214 ] البقرة ] .
10160 - قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : وليميز أهل اليقين من أهل الشك والريبة .
10162 - حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن ، قال : حدثنا أحمد بن سلمان النجار ببغداد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود سليمان بن الأشعث ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم بن أبي إياس ، قال : حدثنا أبو جعفر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس ، عن أبي العالية في قوله ، عز وجل : " وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم " [ الآية 144 من سورة البقرة ] يقول : إن الكعبة البيت الحرام قبلة إبراهيم والأنبياء ( صلى الله عليهم ) ولكنهم تركوها عمدا .
10163 - وقال في قوله : " وإن فريقا منهم ليكتمون الحق " [ الآية 146 من سورة البقرة ] يقول : يكتمون صفة محمد - صلى الله عليه وسلم - ويكتمون أيضا أن القبلة هي الكعبة البيت الحرام .
10164 - ثم قال لنبيه ، صلى الله عليه وسلم : " فلا تكونن من الممترين " [ الآية 147 من سورة البقرة ] يقول : لا تكن في شك يا محمد أن الكعبة هي قبلتك وكانت قبلة [ ص: 215 ] الأنبياء .
10165 - وبهذا الإسناد عن أبي العالية أن موسى ( عليه السلام ) كان يصلي عند الصخرة ويستقبل البيت الحرام ، وكانت الكعبة قبلته ، وكانت الصخرة بين يديه فقال يهودي : بيني وبينك مسجد صالح النبي ( عليه السلام ) . قال أبو العالية : فإني صليت في مسجد صالح وقبلته الكعبة .
10166 - وأخبرني أبو العالية : أنه رأى مسجد ذي القرنين ، وقبلته إلى الكعبة .
10167 - وقد تقدم ما يدل على صحة هذا القول وأن القبلة كانت قبلة إبراهيم وإسماعيل : وكل ما دان بدين إبراهيم وإليها صلى النبي ( عليه السلام ) مذ فرضت عليه الصلاة حتى هاجر إلى المدينة ، وذلك واضح بين فيما تقدم في صدر كتاب الصلاة من هذا الديوان .
10181 - وقال أشهب : سئل مالك عن من صلى إلى غير القبلة ، فقال : إن [ ص: 217 ] كان انحرف انحرافا شديدا فإن عليه إعادة ما كان في الوقت .
10182 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : من تحرى فأخطأ القبلة أعاد ما كان في الوقت ولا يعيد بعد الوقت .
10183 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري : إذا صليت لغير القبلة فقد أجزأك إذا لم تعمد ذلك ، وإن كنت صليت بعد صلاتك لغير القبلة ثم عرفت القبلة بعد فاستقبل القبلة بقية صلاتك واحتسب بما صليت .
10184 - وقال المزني عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : إذا صلى إلى الشرق ثم رأى القبلة إلى الغرب استأنف ، وإن شرق أو غرب منحرفا ورأى أنه منحرف وتلك جهة واحدة فإن عليه أن ينحرف ويعتد بما مضى .
10185 - وذكر الربيع عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي قال : ولو دخل في الصلاة على اجتهاده ، ثم رأى القبلة في غير الناحية التي صلى إليها ; فإن كان مشرقا أو مغربا لم يعتد بما مضى من صلاته وسلم واستقبل الصلاة على ما بان له واستيقنه ، وإن رأى أنه انحرف لم يلغ شيئا من صلاته ; لأن الانحراف للمجتهد ليس فيه يقين خطأ وإنما هو اجتهاد لم يرجع منه إلى يقين وإنما رجع إلى اجتهاد شك .