10744 - فذكرنا كثيرا من طرق هذا الحديث في ( التمهيد ) ، وذكرنا أنه عند مالك أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب عن أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 135 ] 10745 - ومعناه عندنا أن كل نبي قد أعطي أمنية يتمنى بها وسؤالا يسأله ويدعو فيه على نحو هذا الوجه فيعطاه .
10746 - لا وجه لهذا الحديث عندي غير هذا ، لأنه معلوم أن لكل نبي دعوات مستجابات ، ولغير الأنبياء أيضا دعوات مستجابات وما يكاد أحد من أهل الإيمان ولا من المظلومين من كان يخلو من إجابة دعوته إذا شاء ربه .
[ ص: 136 ] 10752 - وهذا المعنى كثير جدا ، ولذلك ذهبنا في تأويل حديث هذا الباب إلى ما وصفنا ، ومحال أن لا يكون نبينا أو غيره من الأنبياء يجاب من دعائه إلا في دعوة واحدة ، هذا ما لا يظنه ذو لب إن شاء الله .
10754 - وفي هذا الحديث إثبات الشفاعة ، وهو ركن من أركان اعتقاد أهل السنة ، وهم مجمعون أن تأويل قول الله عز وجل : " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " الإسراء 79 ، المقام المحمود هو شفاعته في المذنبين من أمته ، ولا أعلم في هذا مخالفا إلا شيئا رويته عن مجاهد ، ذكرته في ( التمهيد ) ، وقد روي عنه خلافه على ما عليه الجماعة فصار إجماعا منهم ، والحمد لله .
10755 - وقد ذكرت في ( التمهيد ) كثيرا من أقاويل الصحابة و التابعين بذلك ، وذكرت من أحاديث الشفاعة ما فيه كفاية والأحاديث فيه متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم صحاح ثابتة .