10779 - وقد جعله الله ( عز وجل ) غنيا وعدده عليه فيما عدده من نعمة ، فقال : " ووجدك عائلا فأغنى " الضحى 8 ، ولم يكن غناه أكثر من إيجاد قوت سنة لنفسه وعياله ، وكان الغنى كله في قلبه ثقة بربه وسكونا إلى أن الرزق مقسوم يأتيه منه ما قدر له .
10780 - وكذلك قال ( عليه السلام ) nindex.php?page=showalam&ids=10لعبد الله بن مسعود : " يا عبد الله ، لا يكثر همك ما يقدر يكن وما يقدر يأتيك " .
10788 - والكلام في هذا يتسع جدا ، والآثار فيه كثيرة ، وربما كان في ظواهر أكثرها تعارض وعلى هذا التخريج تتقارب معانيها .
10789 - وقد أوضحنا هذا المعنى في الفقر والغنى بالآثار المرفوعة وبما روي فيه عن علماء السلف في تفضيل الغنى وحمد الفقر في كتاب بيان العلم ما فيه كفاية لمن تدبره .
10790 - وليس في قول الله تعالى ذكره حاكيا عن موسى : " رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير " القصص 24 تفضيل الغنى على الفقر ، لأن جميع خلقه يفتقرون إلى رحمته ، ولا غنى لهم عن رزقه ، فمن أعطاه الله الكفاية فقد تمت له منه العناية ، ومن أتاه الله من رزقه سعة فواجب شكره عليه وحمده ، كما يجب الصبر على من امتحن بالقلة والفقر ، لأن الفرائض وحقوق المال ونوافل الخير تتوجه إلى ذي الغنى ومؤنة ذلك ساقطة عن الفقير والقيام بها فضل عظيم والصبر [ ص: 143 ] على الفقر والرضا به ثواب جسيم .
10793 - فالزيادة الكثيرة على القوت والكفاية ذميمة ولا تؤمن فتنتها ، والتقصير عن الكفاف محنة وبلية لا يأمن صاحبها فتنتها أيضا ولا سيما صاحب العيال .
10794 - وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ( رضي الله عنهما ) أنه سئل عن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء " فقال : جهد البلاء كثرة العيال وقلة المال .
10798 - وقال nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف بن الشخير : لأن أعافى وأشكر أحب إلي من أن أبتلى وأصبر .
10799 - وفي الاقتناع بالصبر قوة على كثير من أعمال البر منها تلاوة القرآن في المصحف وما لا يحصى لمن زينه الله بالتقوى ، وفي السمع مثل ذلك من التنعم بسماع الذكر وسماع ما يسر .