11815 - يفسر ما قبله كأنها قالت : إنه خير بين البقاء في الدنيا وبين المصير إلى الله فاختار الرفيق الأعلى ، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخير بين الدنيا والآخرة إلا اختار الآخرة ، لأن الدنيا فانية ، وما مضى منها وإن كان طويلا فكالحلم إذا انقضى ، ودار البقاء في الخير الدائم أولى باختيار ذوي النهى .
11816 - وليس في مسند مالك ذكر التخيير وإنما ذكره فيما بلغه وقد [ ص: 347 ] ذكرناه فيما في بلاغاته في ( التمهيد ) مسندا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12374إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن عروة عن عائشة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=953306 " ما من نبي مرض إلا خير بين الدنيا والآخرة " .
11818 - وهذا يقتضي معنى حديث بلاغ مالك ويعضده ، وقد روي من وجوه أن الله ( عز وجل ) خيره صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ، من حديث مالك وغيره عن أبي النضر ، وخير أن يؤتى مفاتيح خزائن الأرض أو ما عند الله ، فاختار ما عند الله .
11819 - والآثار في ذلك كثيرة صحاح ذكرنا منها في ( التمهيد ) حديث عائشة خاصة لقول مالك إنه بلغه عن عائشة .