مسألة : قال
الشافعي رضي الله عنه : " ثم يكبر الثالثة ويرفع يديه كذلك
ويدعو للميت فيقول : اللهم عبدك وابن عبدك خرج من روح الدنيا وسعتها ، ومحبوبه وأحباؤه فيها إلى ظلمة القبر وما هو لاقيه ، وكان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به ، اللهم نزل بك وأنت خير منزول به ، وأصبح فقيرا إلى رحمتك وأنت غني عن عذابه ، وقد جئناك راغبين إليك شفعاء له ، اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه ، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه ، ولقه برحمتك رضاك ، وقه فتنة القبر وعذابه ، وافسح له في قبره ، وجاف الأرض عن جنبيه ، ولقه برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين " ثم يكبر الرابعة ثم يسلم عن يمينه وشماله ويخفي القراءة والدعاء ويجهر بالسلام " .
قال
الماوردي : وإن كان الميت امرأة قال : اللهم أمتك وابنة عبدك ، وأتى بجميع الدعاء بلفظ التأنيث ،
ولو كان الميت طفلا دعا لأبويه فقال : اللهم اجعله لهما فرطا وسلفا وذخرا وعظة واعتبارا ، وثقل به موازينهما ، وأفرغ الصبر على قلوبهما ، ولا تفتنهما بعده ، وإنما اخترنا هذا الدعاء ، لأنه مأثور عن السلف . وبأي شيء دعا ولو اقتصر على أن قال : اللهم ارحم جاز . ثم يكبر الرابعة ويسلم ، ولم يحك عن
الشافعي في الرابعة ذكر غير السلام . وقال
البويطي : إذا كبر الرابعة قال : اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا . وحكى أبو علي بن أبي هريرة أن المتقدمين كانوا يقولون في الرابعة : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار . وليس ذلك بمحكي عن
الشافعي ، فإن فعل كان حسنا وسلم تسليمتين إحداهما عن يمينه والثانية عن شماله ، وعلى قياس قوله القديم : إن كان الجمع يسيرا سلم تسليمة واحدة عن يمينه وتلقاء وجهه .