[ ص: 481 ] كتاب
الاعتكاف
أما الاعتكاف في اللغة فهو المقام واللبث على الشيء برا كان أو إثما ، قال الله تعالى :
فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم [ الأعراف : 138 ] ، أي : يقيمون وقال
امرؤ القيس :
تظل الطير عاكفة عليهم وتنتزع الحواجب والعيونا
وقال
أبو ذؤيب :
فهن عكوف كنوح الحمام قد شفى أكبادهن الهوى
ثم جاء الشرع فقرر الاعتكاف لبثا على صفة في مكان مخصوص .
والأصل فيه قوله :
ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد [ البقرة : 187 ] وقوله تعالى :
أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود [ البقرة : 125 ] ، وفيه تأويلان : أحدهما : تطهيره من الكفار .
والثاني : من الأصنام .
وروى
أبو صالح عن
أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=922456أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف عشرا من رمضان ، فلما كان في العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما وروى
الزهري عن
عروة عن
عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=922457أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر إلى أن توفاه الله عز وجل .
فإذا تقرر هذا ، فالاعتكاف سنة حسنة وقربة مأمور بها غير واجبة ولازمة يدل على ذلك ، رواية
أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=922458من أراد أن يعتكف فليعتكف العشر [ ص: 482 ] الأواخر " فعلقه بالإرادة ، ولأن العبادات الواجبات قد قرر لها الشرع أسبابا راتبة كالصلاة ، أو عارضة كالزكاة ، وليس للاعتكاف سبب راتب ، ولا عارض فعلم أنه غير واجب