مسألة : قال
الشافعي رضي الله عنه : "
ويرفع صوته بالتلبية لقول النبي صلى الله
[ ص: 88 ] عليه وسلم "
nindex.php?page=hadith&LINKID=922618أتاني جبريل عليه السلام فأمرني أن آمر أصحابي أو من معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية " .
قال
الماوردي : أما
التلبية ، فقد اختلف أهل العلم فيما هي مأخوذة منه على خمسة أقاويل :
أحدها : أنها مأخوذة من قولهم ، ألب فلان بالمكان ولب إذا أقام فيه ، ومعنى لبيك ، أي أنا مقيم عند طاعتك ، ومنه قول الشاعر :
محل الفخر أنت به ملب ما ما تزول ولا تريم
وقال آخر :
لب بأرض ما تخطاها الغنم
وهذا قول
الخليل وثعلب .
والثاني : أنها مأخوذة من الإجابة ، ومعناها : إجابتي لك ، ومنه قول
أمية بن أبي الصلت :
لبيكما لبيكما هأنا ذا لديكما
وهذا قول
الفراء .
والثالث : أنها مأخوذة من اللب ، واللباب الذي يكون خالص الشيء ، ومعناها : الإخلاص أي أخلصت لك الطاعة .
والرابع : أنها مأخوذة من لب العقل ، من قولهم : رجل لبيت ، ويكون معناها : أي منصرف إليك وقلبي مقبل عليك .
والخامس : أنها مأخوذة من المحبة ، من قولهم : امرأة لبة ، إذا كانت لولدها محبة ، ويكون معناها : محبتي لك ومنه قول الشاعر :
وكنتم كأم لبة ظعن ابنها إليها فما درت عليه بساعد
والتلبية سنة في الحج والعمرة ، وروى
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
الحجاج والعمار وفد الله ، والذي نفس أبي القاسم بيده ، ما أهل [ ص: 89 ] مهل ، ولا كبر مكبر على شرف من الأشراف إلا أهل ما بين يديه وكبر تكبيره حتى ينقطع بهم منقطع التراب " . وروى
خلاد بن السائب عن
زيد بن خالد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
إن جبريل أتاني الآن فقال : قل لبيك اللهم لبيك ، فإنه من شعار الحج " وحكي عن
أبي علي بن خيران وأبي علي بن أبي هريرة أن التلبية في أثناء الحج والعمرة واجبة وزعما أنهما وجدا
للشافعي نصا يدل عليه ، وليس يعرف
للشافعي في كتبه نص يدل عليه .