فصل : فإذا تقرر ما وصفنا من عدد ضربات التراب وصفته فعليه أن
يمسح بالضربة الأولى وجهه بكفيه معا ، ثم مذهب
الشافعي أن يبدأ بأعلى وجهه كالوضوء ، ومن أصحابنا من قال : يبدأ بأسفل وجهه ، ثم يستعلي لأن الماء في العضو إذا استعلى به انحدر بطبعه فعم جميع وجهه ، والتراب لا يجري على الوجه إلا بإمراره باليد فيبدأ بأسفل وجهه ليقل ما يحصل في أعلاه من الغبار ليكون أجمل وأسلم لعينه ، ثم يضرب الضربة الثانية لذراعيه على ما وصفنا فيمسح ذراعه اليمنى بكفه اليسرى فيبدأ من أطراف أصابعه لا يختلف جميع أصحابنا فيه فيضع ظاهر كفه اليمنى على بطون أصابع كفه اليسرى ، ثم يمر بطون أصابع كفه اليسرى على ظاهر كفه اليمنى وظاهر ذراعه إلى مرفقه ثم يدير باطن راحته على باطن ذراعيه ، ويمرها إلى كوعه ثم باطن إبهامه اليسرى على ظاهر إبهامه اليمنى ثم يمسح ذراعه اليسرى بكفه اليمنى على ما وصفنا فهذه رواية
المزني وروى
الربيع عن
الشافعي ، وحكاه
ابن أبي هريرة أنه يمسح ظاهر ذراعه بجميع كفه إلا باطن إبهامه ثم يدير باطن إبهامه على باطن ذراعه ، ورواية المزني أشهر وأصح تعديلا بين ظاهر الذراع وباطنها .