الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل : يستحب لمن دخل مكة ، أن يدخلها بخشوع قلب ، وخضوع جسد ، داعيا بالمعونة والتيسير ، وقد روى ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل مكة يقول : اللهم لا تجعل منايانا بها حين ندخلها إلى أن نخرج منها . ويكون من دعائه ، ما [ ص: 132 ] رواه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند دخوله : اللهم هذا البلد بلدك - والبيت بيتك جئت أطلب رحمتك ، وألم طاعتك ، متبعا لأمرك ، راضيا بقدرك ، مسلما لأمرك ، أسألك مسألة المضطر إليك ، المشفق من عذابك خائفا لعقوبتك ، أن تستقبلني بعفوك ، وأن تتجاوز عني برحمتك ، وأن تدخلني جنتك . وأي شيء قال ما لم يكن هجرا جاز ، قد روى ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل في عمرة القضاء وابن رواحة يمشي بين يديه ، يقول :


خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تنزيله     ضربا يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله

فقال له عمر : أبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرم الله تعالى تقول الشعر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خل عنه يا عمر فإنه أسرع فيكم من نضح النبل "


التالي السابق


الخدمات العلمية