فصل : فأما
إنشاد الشعر والرجز في الطواف ، فجائز إذا كان مباحا ؟ وقد روى
عبد الله بن أبي زياد عن
مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف
بالبيت وهو متكئ على
أبي أحمد بن جحش وأبو أحمد يقول :
يا حبذا مكة من وادي أرض بها أهلي وغوادي أرض بها أمشي بلا هادي
[ ص: 144 ] قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يعجب من قوله : " بها أمشي بلا هادي " . وروى
محمد بن السائب عن أمه قالت : طفت مع
عائشة رضي الله عنها فذكروا
حسان بن ثابت في الطواف فسبوه فقالت
عائشة : لا تفعلوا أليس هو الذي يقول :
هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
فقيل لها : أليس هو الذي قال ما قال في الإفك فقالت
عائشة : أليس قد تاب ثم قالت
عائشة رضوان الله عليها : وإني لأرجو له . وروى
سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال : رأى
ابن عمر رجلا من
أهل اليمن حاملا أمه على عنقه وهو يقول :
أحملها ما حملتني أكثر إني لها مطية لا أذعر
وهو يطوف
بالبيت فقال : يا
عبد الله بن عمر أترى أني جزيتها قال : لا والله ولا بزقوة واحدة . إلا أننا نستحب ترك إنشاد الشعر وإن كان مباحا والكلام أيسر منه .
وروى
إبراهيم بن أبي أوفى أن
أبا بكر رضي الله عنه كان يطوف
بالبيت ويرتجز :
يا حبذا مكة من وادي
أرض بها أمشي بلا هادي
قال النبي صلى الله عليه وسلم : "
قل الله أكبر الله أكبر " .