مسألة : قال
الشافعي رضي الله عنه : " ثم يعود إلى الحجر فيستلمه " .
قال
الماوردي : وهذا كما قال :
إذا فرغ من ركعتي الطواف عاد إلى الحجر فاستلمه ، فقد روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ويستحب أن يأتي الملتزم فيدعو عنده ، فقد روى
أيوب عن
عكرمة عن
ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
ما بين الركن والمقام ملتزم من دعا من ذي حاجة ، أو ذي كربة ، أو ذي غم فرج عنه بإذن الله " ويختار أن يلصق صدره ووجهه بالملتزم
[ ص: 155 ] حين يدعو ، فقد روى
عبد الله بن عمرو بن العاص قال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلصق صدره ووجهه بالملتزم " وهو ما بين الحجر الأسود والباب في وجه
الكعبة ، وليكن من دعائه ما رواه
سليمان بن بريدة عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "
اللهم إنك تعلم سريرتي وعلانيتي فاقبل معذرتي ، وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي وتعلم ما عندي فاغفر لي ذنوبي أسألك إيمانا يباشر قلبي ، ويقينا صادقا ، حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبته علي ، ورضا لقضائك لي " ، وروى
سعيد بن جبير أنه يستحب أن يدعو في الملتزم بين الحجر والباب : ربي اغفر لي ذنوبي ، ومتعني بما رزقتني ، وبارك لي واخلف علي كل عاقبة بخير .