فصل : ثم توجه إلى
منى وعليه السكينة والوقار ، كسيره من
عرفات ، حتى إذا صار من
بطن محسر حرك دابته قدر رميه بحجر : لرواية
جعفر بن محمد عن أبيه عن
جابر ، وعبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الله تعالى على المشعر الحرام وأفاض عليه السكينة ، فلما بلغ
وادي محسر أوضع . قال
أبو عبيد الله : والإيضاع سير الإبل إذا سارت للخبب ، يقال له الإيضاع ، قال الشاعر :
إذا أعطيت راحلة ورحلا ولم أوضع فقام علي ناعي
فلما أوضع النبي صلى الله عليه وسلم في
بطن محسر ، احتمل أن يكون لسعة المكان وهبوط الراحلة ، واحتمل أن يكون ندبا ، فأما ما روي عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم أوضعوا بمثابة ندب
[ ص: 183 ] فروى
حصين بن الحويرث أن
أبا بكر حرك دابته في هذا الموضع حتى إن فخذه لتكدم بالقتب .
وروى
هشام بن عروة عن أبيه أن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحرد في محسر ويقول :
إليك تعدو قلقا وضينها مخالفا دين النصارى دينها
وروى
أبو العالية عن
ابن عمر أنه أوضع في
وادي محسر وهو يقول :
إليك تعدو قلقا وضينها مخالفا دين النصارى دينها
معرضا في بطنها جنينها