مسألة : قال
الشافعي رضي الله عنه : "
ويخطب الإمام بعد الظهر يوم الثالث من يوم النحر ، وهو النفر الأول فيودع الحاج ويعلمهم أن من أراد التعجيل فذلك له ، ويأمرهم أن يختموا حجهم بتقوى الله عز وجل وطاعته واتباع أمره " .
قال
الماوردي : وقد ذكرنا أن خطب الحج أربع ، فالخطبة الأولى في اليوم السابع بعد صلاة الظهر
بمكة ، والخطبة الثانية في اليوم التاسع بعد الزوال وقبل صلاة الظهر
بعرفة ، والخطبة الثالثة في اليوم العاشر بعد صلاة الظهر
بمنى ، والخطبة الرابعة وهي هذه الخطبة يخطبها في اليوم الثاني عشر بعد صلاة الظهر
بمنى ، وهو يوم النفر الأول ، وقال
أبو حنيفة : ليست هذه الخطبة سنة والدلالة عليه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
خطب يوم النفر الأول بعد الظهر بمنى فإذا خطب عليهم أعلمهم أن يومهم هذا يوم النفر الأول فمن نفر منه قبل غروب الشمس سقط عنه رمي الغد ومن أقام حتى غربت الشمس لزمه رمي الغد والمبيت
بمنى [ ص: 199 ] ويأمرهم أن يختموا حجتهم بتقوى الله وطاعته ، وأن يكونوا بعد الحج خيرا منه قبله ، فقد روى
أبو حاتم عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=922818من حج فلم يرفث ولم يفسق فرجع رجع كيوم ولدته أمه " .
وروى
جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=922819الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ، قال : قيل : يا رسول الله فما بر الحج قال : طيب الكلام وإطعام الطعام " .
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "
من علامة الحج المبرور أن يكون المرء بعد حجه خيرا منه قبله " ، فإن
أراد الإمام أن ينفر في النفر الأول وعجل الخطبة قبل الزوال ليتعجل النفر جاز ، وإن أراد أن ينفر في النفر الثاني خطب وأقام ، وقد تسمى هذه الخطبة
خطبة الوداع ؛ لأنها آخر الخطب ، وأنه ربما نفر بعدها في النفر الأول فكان مودعا بها ولو تركها فلا فدية عليه .