فصل : فأما نزول المحصب بعد النفر من
منى فليس بنسك ولا سنة وإنما هو منزل
[ ص: 201 ] استراحة . وحكي عن
ابن عمر وأبي حنيفة وجماعة من السلف أنهم كانوا يحصبون ويقولون : إن
التحصب سنة ، وهو أن يأتي المحصب بعد الزوال ، إذا فرغ من رمي الجمار فيقيم هناك حتى يصلي الظهر والعصر والمغرب وعشاء الآخر ، ثم ينصرف من المحصب إلى
مكة أو حيث شاء ، استدلالا برواية
قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=922821صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ورقد رقدة بالمحصب ، ثم ركب إلى البيت فطاف به سبعا ، وبرواية
محمد بن إسحاق ، عن
نافع عن
ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=922822التحصيب سنة .
والدلالة على أنه ليس بسنة لرواية
أبي الزبير عن
ابن عباس قال : ما الإناخة بالمحصب سنة ، إن النبي صلى الله عليه وسلم انتظر
عائشة حتى تأتي
، وابن عباس اختصاصه برسول الله صلى الله عليه وسلم وحجه معه أعرف بباطن حاله من غيره ، وروى
سليمان بن يسار عن
أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
أنا ضربت قبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأمرني بالمحصب ، فجاء فنزل وكان
أبو رافع على ثقله ، فأما حديث
ابن عمر فليس بثابت ، قال
الشافعي : وليس فيه سنة ثابتة فيحض عليه ويأمر به ، ولا يمنع منه لما حكينا عن السلف والمحصب وهو خيف
بني كنانة وحده من الحجون ذهابا ، وهو ما بين الجبل الذي عند المقبرة إلى الجبل الذي يقابله مصعدا في الشق الأيسر ، وليست المقبرة من المحصب إلى حائط حرما إلى الجبل الذي يلتوي على شعب الجود ، وسمي المحصب ؛ لأن حصى جمرة العقبة تسيل إليه ، وقيل : سمي بذلك ؛ لأنه موضع كثر الحصاء والحصباء .