مسألة : قال
الشافعي - رضي الله عنه - : "
ولو أقر أعجمي بأعجمية كان كالإقرار بالعربية العقل فهو على الصحة حتى يعلم غيرها " .
قال
الماوردي : وهذا صحيح لقوله تعالى :
واختلاف ألسنتكم وألوانكم [ الروم : 22 ] ، ولأن الكلام موضوع ليبين المتكلم به عن غرضه فاستوى فيه كل كلام فهم عن قائله ، ولأنه لما كان إيمان الأعجمي بلسانه كالعربي اقتضى أن يكون
إقراره بلسانه كالعربي فإذا ثبت هذا فسواء أقر بالأعجمية وهو يحسن العربية أم لا في لزوم إقراره له ، وهكذا
العربي إذا أقر بالأعجمية لزمه إقراره فأما
العربي الذي لا يحسن بالأعجمية إذا أقر بالأعجمية أنه يسأل : هل قصد ما تكلم به أم لا ؟ فإن قال : أعرفه ، لزمه إقراره ، وإن قال : لست أعرفه وإنما جرى لساني به قبل منه ، ولم يلزمه . وهكذا
الأعجمي إذا أقر بالعربية سئل ، فإن قال : عرفت معنى ما تكلمت به لزمه ، وإن لم يعرفه لم يلزمه . والله أعلم .