مسألة : قال
الشافعي رحمه الله تعالى : " وكل ما كان فيه مستزاد في الثمر من إصلاح الماء وطريقه وتصريف الجريد وإبار النخل ، وقطع الحشيش المضر بالنخل ونحوه جاز شرطه على العامل فأما شد الحظار فليس فيه مستزاد ، ولا صلاح في الثمرة فلا يجوز شرطه على العامل " .
قال
الماوردي : اعلم أن
العمل المشروط في المساقاة على أربعة أضرب : أحدها : ما يعود نفعه على الثمرة دون النخل .
والثاني : ما يعود نفعه على النخل دون الثمرة ، والثالث : ما يعود نفعه على النخل ، والثمرة .
والرابع : ما لا يعود نفعه على الثمرة ، ولا النخل .
فأما الضرب الأول وهو
ما يعود نفعه على الثمرة دون النخل فمثل إبار النخل وتصريف الجريد وتلقيح الثمرة ولقاطها رطبا وجدادها تمرا .
فهذا الضرب يجوز اشتراطه على العامل . وينقسم ثلاثة أقسام : قسم يجب عليه فعله من غير شرط وهو كل ما لا تحصل الثمرة إلا به كالتلقيح ، والإبار ، وقسما يجب عليه فعله إلا بالشرط ، وهو كل ما فيه مستزاد للثمرة ، وقد تصلح بعدمه ، كتصريف الجريد وتدلية الثمرة ، وقسم مختلف فيه وهو كل ما تكاملت الثمرة قبله كاللقاط ، والجداد ففيه وجهان :
[ ص: 371 ] أحدهما : أنه لا يجب على العامل إلا بشرط لتكامل الثمرة بعدمه .
والوجه الثاني : أنه واجب على العامل بغير شرط ؛ لأن الثمرة لا تستغني عنه وإن تكاملت قبله .