الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل : والشرط الثاني : أن تكون مسبلة مؤبدة لا تنقطع ، فإن قدره بمدة بأن قال :

وقفت داري على زيد سنة لم يجز ، وأجازه مالك ، وبه قال أبو العباس بن سريج ، فقال : لأنه لما جاز له أن يتقرب بكل ماله وببعضه جاز له أن يتقرب به في كل الزمان وفي بعضه ، قالأبو العباس : وإن قيل : فهذه عارية وليست وقفا .

قيل له : ليس كذلك ، فإن العارية يرجع فيها وهذه لا رجعة فيها ، أو هذا خطأ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : حبس الأصل وسبل الثمرة وهذا أصل غير محبس ولأنه لو جاز أن يكون وقف إلى مدة لجاز أن يكون عتق إلى مدة ، ولأنه لو جرى مجرى الهبات فليس في الهبات رجوع ، وإن جرى مجرى الوصايا والصدقات فليس فيها إلى زوال الملك رجوع ، ولهذا فرقنا بين أن يقف بعض ماله فيجوز ، وبين أن يقف في بعض الزمان فلا يجوز : لأنه ليس في وقف بعض ماله رجوع في الوقف ، وفي وقفه في بعض الزمان رجوع في الوقف ، وإذا صح أن الوقف إلى مدة لا يجوز ، فكذلك الوقف المتقطع وإن لم يتقدر بمدة لا يجوز

التالي السابق


الخدمات العلمية