الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل : وأما قول الشافعي : " وأحب أن لا يجعل مؤذن الجماعة إلا عدلا ثقة " ففيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : أنه تأكيد ، لأن العدل لا يكون إلا ثقة ، وليس التأكيد متكررا ، كما تقول صدق وبر

والثاني : أن معناه إلا عدلا إن كان حرا ثقة إن كان عبدا ، لأن العبد لا يوصف بالعدالة ، وإنما يوصف بالثقة والأمانة .

والثالث : أنه أراد إلا عدلا - يعني - في دينه ثقة - يعني - في علمه بمواقيت الصلاة

وأما قوله : لإشرافه على الناس ففيه تأويلان :

أحدهما : لإشرافه على عورات الناس عند صعود المنارة

والثاني : لإشرافه على مواقيت الصلوات ، ورجوع الناس إلى قوله فيها ، وقد أشار إلى التأويل الأول في القديم ، ويجوز أن يكون أرادهما جميعا

التالي السابق


الخدمات العلمية