مسألة : قال
الشافعي : " وأحب
أن يكون المؤذنون اثنين لأنه الذي حفظناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
بلال وابن أم مكتوم فإن كان المؤذنون أكثر أذنوا واحدا بعد واحد "
قال
الماوردي
وإنما أراد بذلك من ندبهم الإمام للأذان ورتبهم فيه على الدوام ، وإلا ، فلو أذن أهل المسجد كافة لم يمنعوا ، وإنما اخترنا أن يكونا اثنين ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان له مؤذنان :
بلال ، وابن أم مكتوم ، ثم
لأبي بكر - رضي الله عنه - مؤذنان :
سعد القرظ ، وآخر ، وإن لم يكتف باثنين لكثرة الناس جعلهم أربعة ، فإن
عثمان - رضي الله عنه - جعلهم حين اتسعت
المدينة أربعة ، فإن لم يكف جعلهم ستة ، فإن زاد فثمانية ليكونوا شفعا ، ولا يكونوا وترا ، ثم يؤذنون واحدا بعد واحد ، روت
عائشة قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=921091ما كان بين أذان بلال ، وابن أم مكتوم إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا ، ولأن الصوت يختلط باجتماعهم فلا يفهم إلا أن يكون البلد كبيرا
[ ص: 59 ] والمسجد واسعا فلا بأس أن يجتمعوا في الأذان دفعة واحدة "
كالبصرة " ، ولأن اجتماع أصواتهم أبلغ في الإعلام ، ويتفقوا في الأذان إذا اجتمعوا عليه كلمة واحدة فإن اشتراكهم في كلمة منه أبين وإذا اختلفوا فيه اختلط ، وإذا أذنوا واحدا بعد واحد أذنوا على الولاء ، ولا يتأخر أحدهم عن الآخر بكثير كما قالت
عائشة إن كان ينزل هذا ويرقى هذا