مسألة : قال
الشافعي - رحمه الله تعالى - : " ومن المخوف منه إذا كانت حمى بدأت بصاحبها ، ثم إذا تطاولت فهو مخوف إلا الربع فإنها إذا استمرت بصاحبها ربعا فغير مخوفة ، وإن كان معها وجع كان مخوفا وذلك مثل البرسام ، أو الرعاف الدائم ، أو ذات الجنب ، أو الخاصرة ، أو القولنج ونحوه فهو مخوف " .
قال
الماوردي : قد ذكرنا أن
عطايا المرض المخوف من الثلث كالوصايات ، وإن تقدمت عليها فالمرض المخوف هو الذي لا تتطاول بصاحبه معه الحياة .
وقال
أهل العراق : المخوف هو من المضني المضعف عن الحركة الذي يصير به الإنسان صاحب فراش وإن تطاول به أجله ، وهذا خطأ عندنا ؛ لأن ما تطاول بالإنسان فهو مهلته وبقية أجله ؛ لأن الموت طارئ على كل حي وإن صح وإنما يختلف حاله فيما تعجل به الموت وجاء .
وقد قال تعالى :
إذا حضر أحدكم الموت [ البقرة : 180 ] . والحاضر ما كان قريبا منه لا ما بعد . وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
إن الله تعالى أعطاكم ثلث أموالكم في آخر أعماركم زيادة في أعمالكم .