[ ص: 13 ] مسألة : قال
الشافعي : " فقال تعالى :
لا يحل لك النساء من بعد [ الأحزاب : 52 ] .
قال
الماوردي : وذلك أن الله تعالى لما أوجب على نبيه صلى الله عليه وسلم تخيير نسائه فاخترنه ، حظر الله تعالى عليه طلاقهن ، وحظر عليه أن يتزوج عليهن استبدالا بهن ، فخصه بتحريم طلاقهن وتحريم التزويج عليهن تغليظا عليه ، ومكافأة لهن على صبرهن معه على ما كان فيه من ضيق وشدة ، فقال سبحانه وتعالى :
لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن لا يحل لك النساء من بعد نسائك اللاتي خيرتهن فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة ، وهن التسع اللاتي مات عنهن بعد العاشرة التي فارقها ، فصار مقصورا عليهن ، وممنوعا من غيرهن وإن أعجبه حسنهن .
وقيل : إن التي أعجبه حسنها
nindex.php?page=showalam&ids=116أسماء بنت عميس بعد قتل
جعفر بن أبي طالب عنها ، فجازاهن الله تعالى في الدنيا بتحريم طلاقهن والتزويج عليهن ، لأنه أحب الأشياء إلى النساء إذا اخترن أزواجهن بعد أن جازاهن بالجنة في الآخرة لقول الله تعالى :
وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما [ الأحزاب : 29 ] .
والمحسنات هن المختارات لرسوله صلى الله عليه وسلم ، والأجر العظيم هي الجنة ، وأن الله تعالى أكرمهن في الدنيا ، وفضلهن على غيرهن من النساء بتسع خصال ، نذكر تفصيلها من بعد مشروحة ، إن شاء الله تعالى .