مسألة : قال
الشافعي رحمه الله : " ولو
قال أنت طالق طلاقا فهي واحدة كقوله طلاقا حسنا " .
قال
الماوردي : وهذا صحيح ، لأن قوله طلاقا مصدر مشتق من اسم الطلاق ولا مدخل له في زيادة العدد كما قال الله تعالى :
وكلم الله موسى تكليما [ النساء : 164 ] . ولأن قوله طلاقا صفة لقوله أنت طالق ، فجرى مجرى قوله طلاقا حسنا ، وهكذا أنت طالق تطليقا لم يلزمه إلا واحدة ، وهذا كله ما لم تكن له نية في زيادة العدد .
فإن أراد بقوله : أنت طالق طلاقا أو أنت طالق تطليقا ثنتين لزمه ثنتان ، وإن أراد به ثلاثا ، لزمه ثلاث ، لأنه لو أراد بمجرد قوله : أنت طالق ، ثنتين أو ثلاثا لزمه ما
[ ص: 225 ] أراد ، وكذلك إذا قال : أنت طالق طلاقا ، وهذا مما وافق عليه
أبو حنيفة وإن خالف في اقتصاره على قوله : أنت طالق .