فصل : وأما ما تركه المصلي من أعمال صلاته ناسيا فعلى خمسة أقسام :
أحدها :
بما تبطل الصلاة بتركه ، وهو النية ، والإحرام
والقسم الثاني :
ما لا تبطل الصلاة بتركه ولا يلزمه سجود السهو لأجله وهو : التوجه ، والاستعاذة ، وقراءة السورة بعد الفاتحة ، والتسبيح في الركوع ، وتكبيرات الأركان وهيئات الأفعال
والقسم الثالث :
ما لا تبطل الصلاة بتركه ويلزم سجود السهو من أجله ، وهو التشهد الأول ، والقنوت
القسم الرابع :
ما لا تصح الصلاة بتركه ويلزمه الإتيان به عن قريب مع سجود السهو ، وهو الركوع ، والسجود إن ذكره بعد زمان قريب أتى به وسجد للسهو ، وإن تطاول الزمان استأنف الصلاة وليس لقرب الزمان وبعده حد ، وإنما هو على عرف الناس ، وعاداتهم ، وحكى " البويطي " عن
الشافعي : أنه قدر ذلك بركعة معتدلة لا طويلة ، ولا قصيرة ، وليس ذلك بحد ولا المسألة على قولين كما زعم بعض أصحابنا وإنما قاله على وجه التقريب في العادة
والقسم الخامس : ما اختلف قوله فيه ، وهو أن
يترك فاتحة الكتاب من أحد ركعاته ففي صلاته قولان :
أحدهما : وهو قوله في القديم صلاته جائزة وعليه سجود السهو : لما روي عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : صلى بنا
عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، المغرب فترك القراءة ، فلما فرغ قيل له تركت القراءة فقال : كيف كان الركوع والسجود ؟ قالوا : حسنا . قال : فلا بأس إذا
قال
الشافعي : وهذا من الأمر العام المشهور
[ ص: 182 ] والثاني : وهو قوله في الجديد لا تصح إلا أن يأتي بها لقوله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=921156 " لا صلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب " ، ولأنها أحد أركان الصلاة فوجب أن لا تسقط بالنسيان كالركوع والسجود ، ثم أجاب
الشافعي في الجديد عن حديث
عمر ، رضي الله عنه ، بجوابين :
أحدهما : أنه ترك الجهر بالقراءة قال
الشافعي : وهو الأشبه
بعمر رضي الله عنه
والثاني : أن
الشعبي روى عن
عمر ، رضي الله عنه ، أنه أعاد تلك الصلاة ، فعلى قوله الجديد إن لم يذكر الفاتحة بعد صلاته حتى تطاول الزمان استأنف الصلاة ، وإن ذكرها قبل تطاول الزمان أتى بركعة كاملة وتشهد وسجد للسهو وسلم