الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل : ولو قال : أي نسائي بشرتني بقدوم زيد فهي طالق فبشرته إحداهن بقدومه فإن كانت صادقة في البشرى طلقت وإن كانت كاذبة لم تطلق ، لأن حقيقة البشرى ما تم السرور بها والبشرى الكاذبة لا يتم السرور بها . فلم تكن بشرى ، ولو بشرته ثانية بعد الأولى ، فإن كانت الأولى صادقة طلقت الأولى دون الثانية ، وإن كانت الأولى كاذبة والثانية صادقة ، طلقت الثانية دون الأولى ، ولو بشرتاه معا في حال واحدة وهما صادقتان طلقتا .

ولو قال : أيتكن أخبرتني بقدوم زيد فهي طالق ، فأخبرته إحداهن بقدومه طلقت صادقة كانت أو كاذبة ، والفرق بين الخبر والبشرى ، أن البشرى ما سرت ، وهي لا تسر إلا أن تكون صدقا ، والخبر ذكر الشيء وقد ذكرته وإن لم يكن صدقا ، هكذا ذكر ابن سريج وفيه عندي نظر والتسوية بينهما في اعتبار الصدق أصح ، فإن أخبرته ثانية بقدوم زيد طلقت أيضا وكذلك لو أخبرته جميعا بقدومه ، طلقن كلهن بخلاف البشارة ، لأن البشرى تكون بالأسبق والخبر يصح من الجميع .

التالي السابق


الخدمات العلمية