مسألة : قال
الشافعي - رضي الله عنه - : " ولو
قذفها وانتفى من حملها فجاء بأربعة فشهدوا أنها زنت لم يلاعن حتى تلد ، فيلتعن إذا أراد نفي الولد ، فإن لم يلتعن لحقه الولد ولم تحد حتى تضع ثم تحد " .
قال
الماوردي : وهذا صحيح إذا
شهد أربعة عدول على امرأة رجل بالزناء تعلق بشهادتهم حكمان لا يؤثران في الزوجية :
[ ص: 138 ] أحدهما : ارتفاع حصانتها على العموم مع الزوج ومع غيره ، فلا يحد قاذفها بحال .
والثاني : وجوب الحد عليها ، إن كانت بكرا فجلد مائة وتغريب عام ، وإن كانت ثيبا فرجم ، ولا ينتفي الولد بالبينة ولا يرتفع بها الفراش إلا أن يلتعن ، فإن أراد الزوج أن يلتعن لم يخل حال لعانه مع سقوط حد القذف عنه بالبينة من ثلاثة أقسام :
أحدها : أن يلتعن لنفي الولد .
والثاني : لنفي الحمل .
والثالث : لرفع الفراش .
فأما القسم الأول : وهو أن
يلتعن لنفي الولد ، فيجوز له نفيه باللعان ؛ لأن الولد لا ينتفي إلا به ، فكانت ضرورته إليه داعية ، ثم ينظر فإن كان الزوج قد قذفها قبل الشهادة ، جاز أن يلاعنها بذاك القذف وإن سقط عنه حده بالشهادة ، وإن لم يكن قذفها قبل الشهادة فهل يستغني بالشهادة عن التلفظ بقذفها أم لا ؟ على وجهين محتملين :
أحدهما : يستغني بها عن القذف لثبوت الزنا عليها ، فعلى هذا يقول في لعانه : أشهد بالله ، إني لمن الصادقين في زناها ، ولا يقول : فيما رميتها به من الزنا ؛ لأنه لم يرمها .
والوجه الثاني : لا يستغني بالشهادة عن القذف ، لقول الله تعالى :
والذين يرمون أزواجهم فجعل رميه شرطا في لعانه ، فعلى هذا يستأنف القذف ، ويأتي باللعان على صفته .