مسألة : قال
الشافعي ، رضي الله عنه : " وروي عن
ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=921566صلاة الليل مثنى مثنى وفي ذلك دلالتان :
أحدهما : أن النوافل مثنى مثنى ، بسلام مقطوعة ، والمكتوبة موصولة ، والأخرى أن الوتر واحدة فيصلي النافلة مثنى مثنى قائما وقاعدا إذا كان
[ ص: 289 ] مقيما وإن كان مسافرا فحيث توجهت به دابته كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الوتر على راحلته أينما توجهت به " .
قال
الماوردي : وهذا كما قال .
القول في
كيفية قيام الليل
الأفضل في نوافل الليل ، والنهار مثنى مثنى ، يقطع كل ركعتين ، بسلام ، ثم يستأنف ما بعدهما بإحرام ، وأي عدد صلى بتسليمة واحدة أجزأه ، ولا يكره .
وقال
أبو حنيفة : الأفضل في صلاة الليل والنهار أربعا بسلام ، وآكده أن يزيد في النهار على أربع ، وفي الليل على ثمان تعلقا برواية
أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=921567أربع قبل الظهر لا يسلم فيهن إلا بتسليمة واحدة يفتح لهن أبواب السماء ، وبما روي عن
عائشة ، رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=921568كان يصلي بالليل ثماني ركعات لا يسلم إلا في آخرهن .
ودليلنا ما روى
مالك ، عن
نافع ، عن
ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=921569صلاة الليل مثنى مثنى ، فإن خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة قبلها .
وروى
شعبة ، عن
يعلى بن عطاء ، عن
علي الأزدي ، عن
ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=921570صلاة الليل والنهار مثنى مثنى فإن قيل : المراد بقوله صلى الله عليه وسلم مثنى : أن يتشهد في كل مثنى ، قيل : لا يكون مثنى إلا بسلام لأن المراد بها جمع الصلاة ، والصلاة ما اشتمل على سلام وإحرام .
وروت
عائشة ، رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=921571كان يصلي بالليل تسع ركعات يسلم بين كل ركعتين .
ولأنه لما كانت النوافل المسنونة في الجماعة أوكد ، وكانت ركعتين ركعتين اقتضى ووجب أن يكون ما لم يسن لها الجماعة من النوافل أفضلها ركعتين اعتبارا بالأصل من جنسها ، وليقع الفرق بين غالب الفرائض وبينها .
[ ص: 290 ] فأما حديث
أبي أيوب فلا حجة فيه لأننا نقول إنها تفتح لها أبواب السماء .
وأما حديث
عائشة رضي الله عنها ، فنقل فعل قد روينا ما يعارضه ، مع قول يعارضه ، فكان ما ذهبنا إليه أولى .