فصل : فإذا ثبت ما وصفنا
فلا فرق بين الراكبين أن يستويا في القوة أو يختلفا فيكون أحدهما كبيرا والآخر صغيرا ، أو يكون أحدهما صحيحا والآخر مريضا ، ولا فرق في المركوبين بين أن يتماثلا أو يختلفا فيكون أحدهما على فرس والآخر على حمار ، أو يكون أحدهما على فيل والآخر على كبش ، ولا فرق بين أن يكونا راكبين أو راجلين ، أو أحدهما راكبا والآخر ماشيا راجلا ، ولا فرق بين أن يصطدما مستقبلين أو مستدبرين ، أو أحدهما مستقبلا والآخر مستدبرا ، ولا فرق بين أن يكونا بصيرين أو أعميين ، أو يكون أحدهما بصيرا والآخر أعمى ، وإن اختلفا في صفة الضمان دون أصله ، لأن الأعمى خاطئ وقد يكون البصير عامدا ، ولا فرق بين أن يقعا مستلقيين على ظهورهما أو مكبوبين على وجوههما ، أو يكون أحدهما مستلقيا على ظهره والآخر مكبوبا على وجهه .
وقال
المزني : إن كانا مستلقيين أو مكبوبين فهما سواء ، وإن كان أحدهما مستلقيا على ظهره والآخر مكبوبا على وجهه فدية المستلقي كلها على المكبوب ، ودية المكبوب هدر ، لأن المكبوب دافع والمستلقي مدفوع ، وهذا اعتبار فاسد ، لأن الاستلقاء قد يحتمل أن يكون لتقدم الوقوع والانكباب لتأخر الوقوع ، ويحتمل أن يكون الاستلقاء في الوقوع لشدة صدمته كما يرفع الحجر من الحائط لشدة رميته فلم يسلم ما اعتل به .