مسألة : قال
الشافعي رضي الله عنه : " ومن بلغ منهم إن لم يتب قتل " .
قال
الماوردي : وهذا صحيح ،
إذا بلغ أولاد المرتدين بعد الحكم بإسلامهم فلهم حالتان :
أحدهما : أن يقوموا بعبادات الإسلام من الصلاة والصيام وسائر حقوقه ، فيحكم لهم بالإسلام فيما لهم وعليهم ، ولا يكلفون التوبة : لأنه لم يجر عليهم فيما تقدم حكم الردة ، ولا خرجوا فيما بعده من حكم الإسلام .
والحالة الثانية : أن يمتنعوا بعد البلوغ من عبادات الإسلام ، فيسألوا عن امتناعهم ، فإن اعترفوا بالإسلام وامتنعوا من فعل عباداته ، كانوا على إسلامهم وأخذوا بما تركوه من العبادات بما يؤخذ به غيرهم من المسلمين .
فإن تركوا الصلاة قتلوا بها ، وإن تركوا الزكاة أخذت منهم ، وإن تركوا الصيام أدبوا وحبسوا .
وإن أنكروا الإسلام وجحدوه : صاروا حينئذ مرتدين تجري عليهم أحكام الردة بعد البلوغ ، فيستتابون ، فإن تابوا ، وإلا قتلوا بالردة كآبائهم .
[ ص: 171 ] وحكى
ابن سريج قولا آخر : أنهم يقرون على كفرهم كغيرهم من الكفار المقرين على الكفر : لأنهم لم يعترفوا بالإسلام .
وهذا القول سهو من
ابن سريج في تخريجه ، إلا أن يكون مذهبا لنفسه ، فيفسد بما ذكرناه .