الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل :

روت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : تجافوا لذوي الهيئات عن عثراتهم .

وروي أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم .

وفي ذوي الهيئات هاهنا وجهان :

أحدهما : أنهم أصحاب الصغائر دون الكبائر .

والثاني : أنهم الذين إذا ألموا بالذنب ندموا عليه ، وتابوا منه .

وفي عثراتهم هاهنا وجهان :

أحدهما : أنها صغائر الذنوب التي لا توجب الحدود .

والثاني : أنها أول معصية زل فيها مطيع . فأما قول الله تعالى : الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم [ النجم : 32 ] .

ففي كبائر الإثم ثلاث تأويلات :

أحدها : أنها الشرك بالله .

والثاني : ما لا يكفر إلا بالتوبة .

والثالث : ما زجر الله تعالى عنه بالحد .

وفي الفواحش هاهنا تأويلان :

أحدهما : الزنا خاصة .

والثاني : جميع المعاصي .

وفي اللمم المستثنى من ذلك خمسة تأويلات :

أحدها : أنه ما هم به ولم يفعله .

والثاني : أنه ما يأت منه ولم يعاوده .

والثالث : أنها الصغائر من الذنوب التي لا توجب حدا ولا وعيدا .

والرابع : أنها النظرة الأولى دون الثانية .

والخامس : أنه النكاح .

التالي السابق


الخدمات العلمية