[ سرية عبد الله بن جحش ]
ثم
سرية عبد الله بن جحش ، أنفذه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الآخرة ، في اثني عشر رجلا من
المهاجرين ، وكتب معه كتابا ، وأمره أن لا يقرأه إلا ببطن
مكة وتعمل بما فيه ، فلما حصل بالمكان قرأه ، وإذا فيه : سر إلى نخلة بين
الطائف ومكة وأرض
لقريش ؛ لتعرف أخبارهم ، وتأتينا بها ولا تستكره أحدا من أصحابك ، فلما علموا أطاعوا ، ورضي كل واحد منهم وصاروا ، وأضل
سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما فعدلا في طلبه ، حتى بلغا
بني سليم ، ومرت عير
لقريش فيها
ابن الحضرمي عائدة من
الطائف تحمل خمرا وأدما ، وزبيبا ، ومعه فيها عدد من
قريش ، فوقع في نفوسهم أخذ العير وكان أول ليلة من رجب وهم فيه على شك ، ثم أقدموا عليها ، فرمى
واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله ، وأسر
عثمان بن عبد الله بن المغيرة ،
والحكم بن كيسان ، وغنموا العير ، وكانت أول غنيمة غنمها المسلمون ، فقيل : إنهم اقتسموها ، وعزلوا خمسها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليسألوا عنها .
وقيل : إن المسلمين ومن
بمكة من
قريش أنكروا فعل
عبد الله بن جحش ، وما فعله من قتل وغنيمة في رجب وهو من الأشهر الحرم ، وقالت
قريش : قد استحل
محمد الشهر الحرام ، فأنزل الله تعالى :
يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير [ البقرة : 217 ] .
وفي هذه السنة استقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
الكعبة ، وتحول عن
بيت المقدس ، واختلف في
وقت تحويلها : فحكى
الواقدي أنها حولت إلى
الكعبة في يوم الثلاثاء النصف من شعبان بعد مقدمه بثمانية عشر شهرا صلى فيها إلى
بيت المقدس .
وقال
قتادة ،
وابن زيد : حولت لستة عشر شهرا في رجب .
[ ص: 26 ] وفي هذه السنة
فرض صيام شهر رمضان في شعبان ، وكانوا يصومون عاشوراء ، وفي هذه السنة فرضت
زكاة الفطر .
وخطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل الفطر بيوم أو يومين . وفيها خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المصلى ، فصلى بالناس صلاة العيد ، وهو أول عيد صلى فيه .
وفي هذه السنة أقرت صلاة السفر ، وزيد في صلاة الحضر : لأنها كانت ركعتين فجعلت أربعا .
فصل