فصل : [ غزوة بني النضير ]
ثم غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
غزوة بني النضير في شهر ربيع الأول .
وسببها : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إليهم في نفر من أصحابه من
المهاجرين والأنصار للعهد الذي بينه وبينهم : يستعين بهم في الديتين على القتيلين اللذين قتلهما
عمرو بن أمية الضمري : فهموا بقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإلقاء حجر عليه ، فعلم به ، وعاد إلى
المدينة ، وتبعه أصحابه ، وهم لا يعلمون سبب عوده ، وراسل
بني النضير أن يخرجوا عن بلاده ، فهموا بذلك ، حتى راسلهم
عبد الله بن أبي ابن سلول أنه ينصرهم في ألفي رجل من قومه ، ومن خلطائه ، فقويت به نفوسهم ، وامتنعوا عن الخروج : فسار إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه ، فصلى العصر بفناء
بني النضير ، وحمل رايته
علي بن أبي طالب - عليه السلام - واستخلف على
المدينة ابن أم مكتوم ، وحاصرهم في حصونهم خمسة عشر يوما ، وقطع عليهم نخلهم
بالنوير : فقالوا : نحن نخرج عن بلادك فقال : لا أقبله اليوم منكم ، وخذلهم
عبد الله بن أبي ، ثم أجلاهم عنها على أن لهم دماءهم ، وما حملته الإبل من أموالهم ، إلا الحلقة يعني السلاح ، وولى
محمد بن مسلمة إخراجهم ، فخرجوا بنسائهم ، وصبيانهم ، وتحملوا ستمائة بعير حتى نزلوا
خيبر وقبض الأرضين والحلقة ، فوجد فيها خمسا وخمسين بيضة وثلاثمائة وأربعين سيفا ، واصطفى أموالهم خالصة له : حبسا لنوائبه ولم يخمسها لأنها مما أفاء الله عليه ووسع في الناس ، فأعطى منها أناسا من أصحابه ، فأعطى
أبا بكر بئر حجر ، وأعطى
عمر بئر خم وأعطى
عبد [ ص: 38 ] الرحمن بن عوف سؤاله ، وأعطى
صهيب بن سنان السراطة ، وأعطى
الزبير بن العوام وأبا سلمة بن عبد الأسد البويرة ، وأعطى
سهل بن حنيف وأبا دجانة مال
ابن خرشة .