[ غزوة الغابة ]
ثم غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
غزوة الغابة وهي طريق
الشام على بريد من
المدينة .
وسببها : أن عشرين لقحة كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالغابة فيها
أبو ذر أغار عليها
عيينة بن حصن في أربعين فارسا ، وقتلوا
ابن أبي ذر ، وجاء الصريخ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنودي : يا خيل الله اركبي ، فكان أول ما نودي بها ، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وقته من يوم الأربعاء مقنعا بالحديد ، فكان أول من أقبل إليه
المقداد بن عمرو ، فعقد
[ ص: 45 ] له اللواء في رمحه ، وقدمه أمامه ، فتلحقه الخيول ، وسار في أثره بخمسمائة من أصحابه ، وتسرع
سلمة بن الأكوع راجلا ، فبكى ، وأبلى وهو يقول :
أنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع
واسترجعوا منهم عشر لقائح ، وهربوا بعشر بعد أن قتل منهم عدد ، وقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكل مائة جزورا ينحرونها ، وقال : خير فرساننا اليوم
أبو قتادة ، وخير رجالتنا
سلمة ، ونزل
بذي قرد ، فأقام به يوما وليلة ، وصلى فيه صلاة الخوف ، وعاد إلى
المدينة في يوم الاثنين بعد خمسة أيام ، وأردف
سلمة بن الأكوع في طريقه .