[ سرية
عمرو وسلمة إلى
أبي سفيان ]
ثم بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
سرية عمرو بن أمية الضمري ، وسلمة بن أسلم إلى أبي سفيان بن حرب بمكة .
وسببه أن
أبا سفيان بن حرب قال
لقريش : ألا رجل يغتال
محمدا : فإنه يمشي في الأسواق فأتاه أعرابي فضمن له ذلك ، فأعطاه راحلة ونفقة وبذل له جعلا ، فقدم
المدينة بعد خامسة فعقل راحلته ، ودخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في
مسجد بني عبد الأشهل ، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
إن هذا ليريد غدرا فذهب الأعرابي ؛ ليجني عليه ، فجذبه
أسيد بن حضير فوجد في إزاره خنجرا ، فقال : دمي دمي ، فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حاله : وقال : اصدقني . قال : وأنا آمن ؟ قال : نعم ، فأخبره بأمره وما جعل له
أبو سفيان في قتله فخلاه ، فأسلم وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
عمرو بن أمية الضمري ، وكان من فتاك الجاهلية ، ومعه
سلمة بن أسلم : ليصادفا من
أبي سفيان غرة ، فيقتلاه فقدما
مكة ، وطاف
عمرو بن أمية بالبيت فرآه
معاوية بن أبي سفيان ، فعرفه فأنذر به ، وقال : ما قدم هذا لخير ، فطلب فهربا ، وقتل
عمرو نفسين سمع أحدهما يتغنى ويقول :
ولست بمسلم ما دمت حيا ولست أدين دين المسلمينا
فقتلهما
عمرو ، ثم وجد في طريقه رسولين
لقريش ، فقتل أحدهما ، وأسر الآخر ، وقدم به
المدينة ، وجعل يخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحاله ، وهو يضحك .