فصل : فأما
تعليمهم القرآن ، فيجوز به إذا رجي به إسلامهم ، ولا يجوز إذا خيف به الاستهزاء به .
قد سمع
عمر بن الخطاب - أخته تقرأ سورة " طه " فأسلم .
وقال
جبير بن مطعم : إذا سمعت القرآن كاد أن ينقطع قلبي .
وهكذا القول في تعلم الفقه والكلام ، وأخبار الرسول إن رجي به إسلامهم لم
[ ص: 330 ] يمنعوا منه ، وإن خيف اعتراضهم وجرحهم فيه منعوا منه ، ولا يمنعون من تعليم الشعر والنحو ، ومنعهم بعض الفقهاء من تعلمه : لأنه في استقامة ألسنتهم به تطاولا على من قصر فيه من المسلمين ، وأنهم ربما استعانوا به في الاعتراض على القرآن . وهذا فاسد : لأنه ليس من علوم الدين ، وأشبه علم الطب والحساب ، ولأن الله تعالى قد صان كتابه عن قدح بدليل ، واعتراض بحجة .