فصل : فإن
كان الحالف وثنيا لم يحلف بما يعظمه من الأوثان ، والأصنام ، وحلفه بالله ، ولم يقل : الذي خلق الأوثان والأصنام ، لأن الله تعالى خلق أجسامها كما خلق أجسام غيرها ، وهم اختلفوا ما أحدثوه من المعاصي بعبادتها ، ولكن يحلفه بالله الذي خلقني ، ورزقني ، وأحياني .
فأما تغليظها بالمكان ، فساقط في حقوقهم ، لأنهم يعظمون بيوت أصنامهم ، وهي مخالفة لكنائس
اليهود والنصارى ، لأن دخول المسلمين بيوت أصنامهم معصية ، ودخولهم كنائس
اليهود والنصارى غير معصية ، لأن بيوت الأصنام لم توضع في الابتداء والانتهاء إلا لأجل معصية ، وقد كانت الكنائس والبيع موضوعة في الابتداء على طاعة نسخت ، فصارت معصية ، وكذلك تغليظ الزمان يسقط عنهم إلا أن يكون في الأيام عندهم يوم يرونه أشرف الأيام ، فإن بعد ذلك اليوم ، وتأخر لم تؤخر اليمين إليه ، لاستحقاق تقدمها ، وإن قرب وتعجل احتمل أن تغلظ أيمانهم فيه ، كما تغلظ بأوقات العبادات ، واحتمل أن لا يغلظ فيه ، لأن عبادات
اليهود والنصارى قد كانت طاعة ، وإن صارت بعد النسخ معصية ، ويوم هؤلاء لم يختص بعبادة تكون طاعة ، فساوى غيره من الأيام .