فصل : فإذا استقر هذا الأصل في تقديم الأول فالأول ، فبدأ بالعتق ، فقال : سالم حر ، وغانم حر ، وزياد حر ، ثم وهب وحابى قدمنا ما بدأ به من عتق سالم ، فإن استوعب الثلث أبطلنا عتق غانم وزياد من غير قرعة ، سواء أعتقهم بلفظ متصل أو بألفاظ منفصلة ، وسواء قرب ما بينهم أو بعد ، تعليلا بالتقدم ، فاستوى فيه القريب والبعيد . ولو اتسع الثلث بعد عتق سالم لعتق غيره أعتقنا بعده غانما ؛ لأنه الثاني بعد الأول ، فإن استوعب الثلث أبطلنا عتق زياد .
وإن اتسع الثلث بعد سالم وغانم لعتق ثالث أعتقنا زيادا ، فإن استوعب الثلث أبطلنا ما بعدهم من الهبات والمحاباة .
وإن اتسع الثلث بعد عتقهم لهباته أو محاباته قدمنا في بقية ثلثه ما قدمه من هبة
[ ص: 65 ] أو محاباة حتى يستوعب جميع الثلث ، ويبطل ما عجز عنه الثلث ، فلو اتسع الثلث لعبد وبعض آخر ، وضاق عما سواه عتق جميع العبد الأول وبعض الثاني ، وأبطل ما عداه من عتق وعطية .
ولو
قال في مرضه : سالم وغانم وزياد أحرار ، كانوا في العتق سواء ، لا يقدم فيه من قدم اسمه ؛ لأنه أعتقهم بلفظة واحدة بعد تقدم أسمائهم ، فلم يتقدم عتق بعضهم على بعض وفي قوله : سالم حر وغانم حر ، وزياد حر تقدم عتق بعضهم على بعض ، فافترق الأمران .
ووجب إذا عجز الثلث عن عتقهم أن يقرع بينهم ، وعتق بالقرعة من استوعب الثلث ، ورق من عداه .