مسألة : قال
الشافعي رضي الله عنه : " ويأمر الإمام الناس قبل ذلك أن يصوموا ثلاثا ويخرجوا من المظالم ويتقربوا إلى الله جل وعز ، بما استطاعوا من خير ويخرج بهم في اليوم الرابع إلى أوسع ما يجد " .
قال
الماوردي : وهذا كما قال
يستحب للإمام إذا أراد الاستسقاء أن يأمر الناس أن يصوموا ثلاثا ويخرجوا في اليوم الرابع إما صياما وهو أولى ، وإما مفطرين لأن الصوم أفضل
[ ص: 517 ] أعمال القرب ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=921886ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يقول الله تعالى : " كل عمل ابن آدم هو له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجازي به لأن الصوم معونة على رياضة النفس وخشوع القلب والتذلل للطاعة ، والدعاء فيه أقرب إلى الإجابة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
صمت الصائم تسبيح ونومه عبادة ودعاؤه مستجاب ، وعمله مضاعف .
فإن قيل : هلا منعتموه من صيام يوم الرابع ليكون أقوى له على الدعاء كما منعتم من صيام عرفة ؟ قلنا : لأن دعاء يوم
عرفة في آخره ، فربما أضعف الصيام عن الدعاء فيه ، ودعاء هذا اليوم في أوله فلم يكن للصوم تأثير في إضعافه ، ويأمرهم الإمام بالخروج من المظالم والإصلاح بين المهاجر والمشاجر ، والتقرب إلى الله سبحانه بأداء الحقوق الواجبة ، والتطوع بالبر والصدقة ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
حصنوا أموالكم بالزكاة ، وداووا مرضاكم بالصدقة .