الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : ولو قال : ضعوا عنه ما شاء فشاءها كلها لم يكن له إلا أن يبقي منها شيئا .

قال الماوردي : وهذه مسألة نقل الربيع فيها شرطا أسقطه المزني ، فالذي نقله الربيع في " الأم " : ولو قال : ضعوا عنه ما شاء من كتابته فشاءها كلها لم يكن له إلا أن يبقي منها شيئا ، وهذا جواب اتفق عليه جميع أصحابنا ، وإنما اختلفوا في علته .

فقال بعضهم : لأن الوضع في المعروف من كلام الناس يتناول بعض الشيء ، وإبقاء بعضه .

وقال آخرون : بل العلة فيه أن لفظة " من " موضوعة للتبعيض ، فلذلك لم يكن له وضع الجميع .

وأما الذي نقله المزني ، فهو لو قال : ضعوا عنه ما شاء ، فشاءها كلها لم يكن له فاختلف أصحابنا في صحة نقله بحسب اختلافهم في علة ما نقله الربيع ، فذهب بعضهم إلى صحة نقله ، وأنه إذا شاء إسقاط جميع الكتابة لم يكن له حتى يبقي منها شيئا ، وهذا قول من علل مسألة الربيع بأن معروف الوضع أن يبقي شيئا من الأصل .

وقال آخرون : بل سها المزني في نقله ، وأسقط قوله من كتابته ، وجواب نقله عند إسقاط " من " جوابه إذا شاء وضع جميع الكتابة صح ، وهذا جواب عن علل مسألة الربيع بأن لفظة " من " موضوعة للتبعيض .

التالي السابق


الخدمات العلمية