فصل وإذا فرغ من الوداع ، وقف في الملتزم بين الركن والباب فقال : اللهم هذا بيتك ، وأنا عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك ، حملتني على ما سخرت لي من خلقك ، وسيرتني في بلادك حتى بلغتني بنعمتك لي بيتك ، وأعنتني على أداء نسكي ، فإن كنت رضيت عني ، فازدد علي رضا ، وإلا فمن الآن قبل أن ينأى عن بيتك داري فهذا أوان انصرافي إن أذنت لي غير مستبدل بك ، ولا ببيتك ، ولا راغب عنك ، ولا عن بيتك ، اللهم فأصحبني العافية في بدني ، والصحة في جسمي ، والعصمة في ديني ، وأحسن منقلبي ، وارزقني طاعتك ما أبقيتني ، وأجمع لي بين خيري الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير ، ويدعو بما أحب ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن المرأة إذا كانت حائضا لم تدخل المسجد ووقفت عند بابه ودعت .
وذكر الشيخ تقي الدين أنه يأتي زمزم فيشرب منها ، ويستلم الحجر الأسود [ ص: 258 ] وينصرف . رواه منصور عن مجاهد فقال في التزامه : ( اللهم هذا بيتك وأنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، حملتني على ما سخرت لي من خلقك ، وسيرتني في بلادك حتى بلغتني بنعمتك إلى بيتك ، وأعنتني على أداء نسكي فإن كنت رضيت عني فازدد علي رضا وإلا فمن الآن ) الوجه فيه ضم الميم ، وتشديد النون على أنه صيغة أمر من من : يمن ، ويجوز فيه كسر الميم ، وفتح النون على أنها حرف جر لابتداء الغاية ، والآن : الوقت الحاضر ، وهو مبني على الفتح ( قبل أن ينأى ) أي : يبعد ( عن بيتك داري فهذا أوان انصرافي إن أذنت لي غير مستبدل بك ولا ببيتك ، ولا راغب عنك ، ولا عن بيتك ، اللهم فأصحبني العافية في بدني ، والصحة في جسمي ، والعصمة في ديني ، وأحسن منقلبي ، وارزقني طاعتك ما أبقيتني ، واجمع لي بين خيري الدنيا والآخرة إنك على كل شيء قدير ) وهكذا في " المحرر " وحكاه في " الشرح " عن بعض الأصحاب ; لأنه لائق بالمحل ( ويدعو بما أحب ) وأي شيء دعا به فحسن ( ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم ) ; لأن الدعاء لا يرد حيث اقترن بها ( إلا أن المرأة إذا كانت حائضا لم تدخل المسجد ) ; لأنها ممنوعة من دخوله ، ( ووقفت عند بابه ودعت ) بذلك أو بغيره إذ لا محذور من ذلك ، ولمساواتها الرجل فيه .