هي مفاعلة من النضل ، يقال : ناضلته نضالا ومناضلة كجادلته جدالا ومجادلة ، وسمي الرمي نضالا ; لأن السهم التام يسمى نضلا ، فالرمي به عمل بالنضل ، وهي المسابقة بالرمي ، وهي ثابتة بالكتاب قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق [ يوسف 17 ] ، وقرئ ( ننتضل ) والسنة شهيرة بذلك .
مسألة : إذا قال : ارم هذا السهم فإن أصبت به فلك درهم صح وكان جعالة ، فإن قال : إن أصبت به فلك درهم ، وإن أخطأت فعليك [ ص: 131 ] درهم لم يصح ; لأنه قمار ، فإن قال : ارم عشرة أسهم ، فإن كان صوابك أكثر من خطئك فلك درهم صح كما لو قال : إن كان صوابك أكثر فلك بكل سهم أصبت به درهم .
( ويشترط لها شروط أربعة ، أحدها : أن تكون على من يحسن الرمي ) لأن الغرض معرفة الحذق ، ومن لا يحسنه لا حذق له ، فوجوده كعدمه ( فإن كان في أحد الحزبين من لا يحسنه بطل العقد فيه ) أي إذا كان كل حزب جماعة ; لأن المفسد موجود ممن لا يحسن دون غيره ، فوجب أن يختص البطلان به ، وهل يبطل في حق من يحسنه ؛ فيه وجهان مبنيان على تفريق الصفقة ، ذكره في " المغني " ، و " الشرح " ( وأخرج من الحزب الآخر مثله ) كالبيع إذا بطل في البعض بطل فيما يقابله من الثمن ( ولهم ) أي لكل حزب ( الفسخ إن أحبوا ) لتبعيض الصفقة في حقهم ، فإن كان يحسنه لكنه قليل الإصابة ، فقال حزبه : ظنناه كثير الإصابة ، أو لم نعلم حاله ، لم يسمع ; لأن شرط دخوله في العقد أن يكون من أهل الصنعة دون الحذق .