الثالث : مشترك بينهما ، وهو الجذام والبرص ، والجنون ، سواء كان مطبقا ، أو يخنق في الأحيان ، فهذه الأقسام يثبت بها خيار الفسخ رواية واحدة .
فصل
واختلف أصحابنا في البخر وهو نتن الفم ، وقال ابن حامد : نتن في الفرج يثور عند الوطء ، واستطلاق البول ، والنجو ، والقروح السيالة في الفرج ، والباسور ، والناسور ، والخصاء ، وهو قطع الخصيتين ، والسل ، وهو سل البيضتين ، والوجاء ، وهو رضهما ، وفي كونه خنثى ،
( الثالث : مشترك بينهما ، وهو الجذام والبرص ) لما روي nindex.php?page=hadith&LINKID=10340398أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوج امرأة من بني غفار ، فرأى بكشحها بياضا ، فقال : الحقي بأهلك فثبت [ ص: 107 ] الخيار بالبرص ، وباقي العيوب بالقياس عليه ; ولأنهما يثيران نفرة في النفس تمنع قربان أحدهما الآخر ، ويخشى تعديه إلى النفس والنسل ( والجنون ) ; لأنه يثير النفرة المذكورة ، ويخاف ضرره ( سواء كان مطبقا ) أي : دائما ( أو يخنق في الأحيان ) أي : يعتريه وقتا دون آخر ; لأن النفس لا تسكن إلى من هذه حاله ، وفي " الواضح " : جنون غالب ، وفي " المغني " : أو إغماء لا إغماء مريض لم يدم ( فهذه الأقسام يثبت بها خيار الفسخ رواية واحدة ) وهذا تصريح من المؤلف أنه لا خلاف عنه في ذلك .
فصل
( واختلف أصحابنا في البخر وهو من الفم ) على المذهب ; لأنه يثير نفرة كالبرص ( وقال ابن حامد : نتن في الفرج يثور عند الوطء ) ; لأن النفرة حاصلة به ، قال في " المغني " : إن أراد به أنه يسمى بخرا ، ويثبت الخيار ، وإلا فلا معنى له ، وذكر ابن عقيل في بخر روايتين .
فائدة : يستعمل له السواك ، ويأخذ كل يوم ورق آس مع زبيب منزوع العجم قدر جوزة ، واستعمال الكرفس ، ومضغ النعناع جيد فيه .
( واستطلاق البول ) أي لا يزال ينقض ( والنجو ) وهو الغائط ( والقروح السيالة في الفرج ) واحدها قرح - بفتح القاف وضمها - كالضعف ، والضعف ( والباسور ) [ ص: 108 ] وهو علة تخرج في المقعدة ( والناسور ) بالنون : العرق الذي لا يزال ينقض ( والخصاء ) بالمد ، خصيت الفحل خصيا : إذا سللت أنثييه وقطعتهما ، أو قطعت ذكره ( وهو قطع الخصيتين ، والسل وهو سل البيضتين ، والوجاء ) بكسر الواو ممدودا ( وهو رضهما ) وفي " المطلع " : وهو رض عروق البيضتين حتى تنفضخ ، فيكون شبيها بالخصاء ( وفي كونه خنثى ) سواء كان مشكلا أو لا ، قاله جماعة ، وخصه في " المغني " بالمشكل ، وفي " الرعاية " عكسه ، وفي ثبوت الخيار بذلك وجهان ، أحدهما : لا يثبت ; لأن ذلك لا يمنع الاستمتاع ، ولا يخشى تعديه ، أشبه العمى ، بل يقال : إن الخصي أقدر على الجماع ، والخنثى فيه خلقة زائدة كاليد الزائدة . والثاني : بلى ; لأن فيه نقصا وعارا ، ويثير نفرة ، وألحق بذلك في " الموجز " بول كبيرة في الفراش ، والقرع في الرأس ، وله رائحة منكرة : وجهان .