فائدة : قوله الله أكبر أي : من كل شيء ، أو أكبر من أن ينسب إليه ما لا يليق بجلاله ، أو هو بمعنى كبير ، وقوله أشهد أي : أعلم ، وقوله : حي على الصلاة أي : أقبلوا إليها ، وقيل : أسرعوا ، والفلاح الفوز والبقاء ، لأن المصلي يدخل الجنة إن شاء الله فيبقى فيها ويخلد ، وقيل : هو الرشد والخير ، وطالبهما مفلح ، لأنه يصير إلى الفلاح ، ومعناه : هلموا إلى سبب ذلك ، وختم ( بلا إله إلا الله ) ليختم بالتوحيد ، وباسم الله تعالى كما بدأ به ، وشرعت المرة إشارة إلى وحدانية المعبود سبحانه .
( فإن رجع في الأذان أو ثنى الإقامة فلا بأس ) أي : هو جائز ، نص عليه في رواية حنبل ، فقال : أذان nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة أعجب إلي ، وعليه عمل أهل مكة إلى اليوم ، وهو يرجع فيعيد الشهادتين خفضا بصوت أرفع من الصوت الأول . عن nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة : nindex.php?page=hadith&LINKID=10338525أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمه الأذان تسع عشرة كلمة رواه أحمد ، وأبو داود ، وصححه الترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان .
والحكمة : أن يأتي بهما بتدبر وإخلاص ، لكونهما المنجيتين من الكفر المدخلتين في الإسلام ، وسمي بذلك ، لأنه رجع إلى الرفع بعد أن تركه ، أو إلى الشهادتين بعد [ ص: 318 ] ذكرهما ، والمراد بالخفض : أن يسمع من بقربه أو أهل المسجد إن كان واقفا ، والمسجد متوسط الخط ، والترجيع : اسم للمجموع من السر والعلانية ، وعنه : لا يعتبر الترجيع فيه ، وأجاب في " الشرح " أن النبي إنما أمر أبا محذورة بذكر الشهادتين سرا ليحصل الإخلاص بهما ، فإنه في الإسرار أبلغ ، وخص أبا محذورة بذلك ، لأنه لم يكن مقرا بهما حينئذ ، فإن في الخبر أنه كان مستهزئا يحكي أذان مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمعه ، فدعاه فأمره بالأذان ، وقصد نطقه بهما ليسلم بذلك ، وهذا لا يوجد في غيره ، بدليل أنه لم يأمر به بلالا ، ولا غيره ممن هو ثابت الإسلام ، ويعضده أن خبر nindex.php?page=showalam&ids=95أبي محذورة متروك بالإجماع ، لعدم عمل nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي به في الإقامة ، وأبي حنيفة في الأذان ، وعنه : هما سواء ، وقاله إسحاق لصحة الرواية بهما ، وأما تثنية الإقامة فهي كالأذان ، لأن في حديث nindex.php?page=showalam&ids=113عبد الله بن زيد أنه أقام مثل أذانه . رواه أبو داود ، ولا تكره تثنيتها .