وهل يعتد بأذان الفاسق والأذان الملحن ؛ على وجهين ،
( وهل يعتد بأذان الفاسق ) أي : العاصي ، لأن الفسق لغة : العصيان ، والترك لأمر الله ، والخروج عن طريق الحق ، وشرعا : من فعل كبيرة أو أكثر من الصغائر ، والكبيرة : ما فيها حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة ، نص عليه ( والأذان الملحن ) الذي فيه تطريب ، يقال : لحن في قراءته إذا طرب بها ، وغرد ( على وجهين ) وكذا في " المحرر " أحدهما : لا يصح أذان الفاسق ، صححه في " التلخيص " و " الرعاية " وقدمه السامري ، لأنه لا يقبل خبره ، ولأنه عليه السلام وصفه بالأمانة ، والفاسق غير أمين ، وكمرأة وخنثى ، والثاني : صحته كالإقامة ، لأنه مشروع لصلاته ، وهو من أهل العبادة ، وجزم به في " الوجيز " مع الكراهة ، فإن كان مستور الحال ، فيصح بغير خلاف نعلمه ، قاله في " الشرح " ويصح في الأصح أذان الملحن ، والملحنون مع بقاء المعنى مع الكراهة ، قال القاضي : كقراءة الألحان ، قال أحمد : كل شيء محدث أكرهه مثل التطريب ، ولأنه يحصل به المقصود ، والثاني : لا يصح لما روى nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=10338545كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - مؤذن يطرب ، فقال عليه السلام : إن الأذان سهل سمح فإن كان أذانك [ ص: 329 ] سهلا سمحا ، وإلا فلا تؤذن وذكره nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في الموضوعات ، فلو أحال أحدهما معنى ، كما لو نصب لام " رسول " لأنه أخرجه عن كونه خبرا ، أو مد لفظة " أكبر " ، لأنه يجعل فيها ألفا فيصير جمع كبر ، وهو الطبل ، أو أسقط الهاء من اسم الله والصلاة بطل ، وتكره لثغة فاحشة ، وإلا فلا بأس ، لأنه روي أن بلالا كان يجعل الشين سينا ، وفيه شيء ، والفصيح أحسن وأكمل .