ويستحب لمن سمع المؤذن أن يقول كما يقول ، إلا في الحيعلتين ، فإنه يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ويقول بعد فراغه : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة ، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته ، إنك لا تخلف الميعاد ،
فائدة : معنى لا حول ولا قوة إلا بالله : إظهار الفقر ، وطلب المعونة منه في كل الأمور ، وهو حقيقة العبودية ، وقال أبو الهيثم : أصل لا حول ولا قوة [ ص: 331 ] من حال الشيء ، إذا تحرك ، يقول : لا حركة ولا استطاعة إلا بالله ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : معناه لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته ، قال الخطابي : هذا أحسن ما جاء فيه ، ويقال : لا حيل لغة ، حكاه الجوهري ، وعبر عنها الأزهري بالحوقلة ، وتبعه في " الوجيز " على أخذ الحاء من حول ، والقاف من قوة ، واللام من اسم الله تعالى .
تذنيب : ( اللهم ) أصله يا الله ، والميم بدل من يا ، قاله الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه ، وقال الفراء : أصله يا الله أمنا بخير ، فحذف حرف النداء ، ولا يجوز الجمع بينهما ، إلا في الضرورة ، والدعوة بفتح الدال هي دعوة الأذان ، سميت تامة لكمالها ، وعظم موقعها ، وسلامتها من نقص يتطرق إليها ، وقال الخطابي : وصفها بالتمام ، لأنها ذكر الله يدعى بها إلى طاعته ، وهذه الأمور التي تستحق صفة الكمال والتمام ، وما سواها من أمور الدنيا فإنه معرض للنقص والفساد ، وكان الإمام أحمد يستدل بهذا على أن القرآن غير مخلوق ، قال : لأنه ما من مخلوق إلا وفيه نقص ، والصلاة القائمة التي ستقوم بصلاتها ، ويفعل بصلاتها ، والوسيلة منزلة عند الملك ، وهي منزلة في الجنة ، والمقام المحمود الشفاعة العظمى في موقف القيامة ، لأنه يحمده فيها الأولون والآخرون ، والحكمة في سؤال ذلك مع كونه واجب الوقوع بوعد الله تعالى إظهار كرامته وعظيم منزلته ، وقد وقع منكرا في الصحيح تأدبا مع القرآن فيكون قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=10338551الذي وعدته منصوبا على البدلية ، أو على إضمار فعل ، أو مرفوعا على أنه خبر لمبتدأ محذوف .
مسائل : الأولى : إذا دخل المسجد لم يركع حتى يفرغ ، نص عليه ، ليجمع بين الفضيلتين ، وعنه : لا بأس ، قال في " الفروع " : ولعل المراد غير أذان الجمعة ، [ ص: 333 ] لأن سماع الخطبة أهم ، واختاره صاحب النظم ، ولا يقوم القاعد حتى يفرغ ، أو يقرب فراغه ، نص على معنى ذلك ، لأن الشيطان ينفر حين يسمع النداء .
الثانية : يعمل بالأذان في دارنا ، وكذا دار حرب إن علم إسلامه .